بازگشت

الضعيف المهزوز، يفتخر بطاعته ليزيد أطعت امامي و وفيت ببيعتي


كان الموقف الذي وقفه مبعوث ابن زياد جديرا به حقا. فاذ يري نفسه صغيرا أمام سيده. و اذ يجد أنه محل ثقته في مهمة التجسس هذه يحاول أن يقنع نفسه بأنه قام بما قام به عن قناعة و ايمان بعدالة قضيته. و كأنه يحمل قضية حقا. و يروح يترافع أمام مستمعيه عن صحة تصرفاته و أفعاله.

سأل يزيد بن زياد بن المهاصر أبوالشعثاء الكندي مبعوث ابن زياد متعجبا: (- أمالك بن النسير البدي؟ قال: نعم، و كان أحد كندة. فقال له يزيد بن زياد: ثكلتك أمك، ماذا جئت فيه؟ قال: و ما جئت فيه؟ أطعت امامي و وفيت ببيعتي. فقال له:


عصيت ربك و أطعت امامك في هلاك نفسك. كسبت العار و النار. قال الله عزوجل (و جعلنهم أئمة يدعون الي النار و يوم القيمة لا ينصرون) [1] فهو أمامك). [2] .

قد يكون ابن النسير ممن كاتب الامام عليه السلام، و قد يندفع الي نصرته لو أن الأمور كانت في صالحه، غير أنه رأي موقفا بدا فيه امامه يزيد بكامل قوته (و عظمته، و سلطانه و قد انقادت الأمة و خضعت كلها له فما يضيره لو أدلي بدلوه.؟ و كيف تراه سيستغل هذه الفرصة السانحة التي جعله فيها ابن زياد موضع ثقته في هذا الموقف الدقيق؟ لابد أنه سيبذل كل جهوده حتي يكون محل هذه الثقد حقا. و لن يضيره أن يستمع الي من يعيره بانحطاطه و سقوطه، ألم يسقط الجميع اذا.؟.


پاورقي

[1] القصص 32.

[2] الطبري 309 / 3.