بازگشت

الحر تنفيذ التعليمات، الحذر من العيون


قال لهم الحر: (هذا كتاب الأمير عبيدالله بن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه، و هذا رسوله، و قد أمره لا يفارقني حتي أنفذ رأيه و أمره). [1] .


و يبدو من مجموع محاورات الحر مع الامام عليه السلام أن الحر لم يكن يتصرف بنفس القائد المفتون بزعيمه المنقاد له الي النهاية بل أن مسحة من الحياء كانت تغلف تصرفاته كلها، فقد كان يستطيع أن يبدو بكبرياء العاجز الضعيف المصطنعة و هو يدعي القوة أمام من هو أقل قوة و عددا منه، و يروح يزعم أنه انما يقوم بواجبه لأنه علي قناعة تامة بذلك مع أنه ليس سوي آلة بسيطة بيد سيده الذي يستطيع أن يسيره كيف يشاء و يستطيع سحقه في أية لحظة.

كان الحر حرا حقا، مع أنه كان لا يزال مقيدا بسطوة فرعون و قانون فرعون، حاول أن يقول للحسين عليه السلام هذه ليست أوامري و انما هي أوامر عليا لا سبيل الي مخالفتها و يجب التقيد بها، مع أنه يعلم أنها أوامر مجحفة و ظالمة و أن من يقف قبالته هو علي الحق. و الا فأية قوة جعلته يصمد علي موقفه و يرفض فرعون و حكم فرعون جملة و تفصيلا؟.

و اذا كان يعلم أن الحسين عليه السلام و أصحابه علي الحق، كان يحاول تبرير فعلته الباطلة أمامهم و القاء المسؤولية علي أسياده و لكان قد تشامخ بأنفه - لو أنه كان مقتنعا بأولئك الأسياد - و قال ان كل ما كان يقوم به انما هو من وحي قناعته بأنهم علي الحق و أن عدوهم علي الباطل.

أليس ذلك ما نشهده من عبيد الباطل الأقزام الذين تعملقوا أمام ضحاياهم و ادعوا الانحياز (الحق) فراعنتهم و أصنامهم و أسيادهم.


پاورقي

[1] الطبري 309 / 3 و ابن‏الأثير 411 / 3.