بازگشت

تعليمات مشددة فجعجع بالحسين، فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن ..


و بعد صلاة الصبح حاول الامام أن يتياسر بأصحابه (فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم فيرده، فجعل اذا ردهم الي الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا، فلم يزالوا يتسايرون حتي انتهوا الي نينوي، المكان الذي نزل به الحسين). [1] .

و قد وردت تعليمات مشددة من ابن زياد للحر مباشرة عن طريق رسوله اليه، مالك بن النسير البدي - من كندة، الذي أقبل متنكبا سلاحه، و قد خص الحر و أصحابه بالسلام و لم يسلم علي الحسين عليه السلام و أصحابه.

(أما بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، و يقدم عليك رسولي، فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن و علي غير ماء، و قد أمرت رسولي أن يلزمك و لا يفارقك حتي يأتيني بانفاذك أمري..). [2] .

و كانت أوامر ابن زياد بمنع الحسين من التحرك و انزاله بالعراء علي غير حصن و علي غير ماء واضحة بينه و قد احتمل أن يتساهل الحر بتنفيذها، فتضيع عليه بذلك فرصة قتل الامام و أصحابه و كعادته في كل مواقفه أرسل رقيبا علي الحر نفسه يرصد تحركاته و يعلمه بضرورة الالتزام بأوامره و يعلمه أيضا بأنه مراقب و أن لا سبيل الي تغيير هذه الأوامر أو التلاعب بها.

و قد أعاد ابن زياد الكرة مع عمر بن سعد فأرسل الشمر رقيبا عليه لم يكن الذي يجمعهم مبدأ الاسلام القوي المتين و انما المصالح. و فوقها مصلحة فرعون و هكذا فلا سبيل الي الثقة فيما بينهم.


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] الطبري 309 / 3 و ابن‏الأثير 411 / 3.