بازگشت

الي الامام


و قد أشار الطرماح علي الامام أن لا يتقدم عن موقعه في (عذيب الهجانات) [1] و قال له: (رأيت قبل خروجي من الكوفة اليك بيوم، ظهر الكوفة و فيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون الي الحسين). [2] .

و عرض أن ينزله جبلهم المنيع الذي يدعي (أجأ)، و هناك يستطيع أن يكون بأمان من أعدائه، غير أن الامام اعتذر عن ذلك، و قال له: (جزاك الله و قومك خيرا، أنه قد كان بيننا و بين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه علي الانصراف، و لا ندري علام تنصرف بنا و بهم الأمور في عاقبه). [3] .

و لو كان الامام و أصحابه يخافون من القتلة المفزعة التي أصبحت محتملة أكثر من أي وقت مضي و خصوصا بعد سماعهم أخبار استعداد ابن زياد لمقابلتهم لبذلوا جهودا جبارة للمضي مع الطرماح و اعتصموا بأجأ و بمن سيجدهم من الطائيين الذين قدرهم الطرماح بعشرين ألف يضربون بين يديه بأسيافهم.


پاورقي

[1] واد لبني تميم و هو حد السواد، بينه و بين القادسية ستة أميال و قيل له عذيب الهجانات لأن خيل النعمان ملک الحيرة کانت ترعي فيه.

[2] نفس المصدر السابق 308 / 3 و ابن‏الأثير 410 / 3.

[3] نفس المصدر السابق 308 / 3 و ابن‏الأثير 410 / 3.