بازگشت

في ذي حسم اني لا أري الموت الا سعادة، و لا الحياة مع الظالمين الا برما


و مرة أخري في (ذي حسم)، التل الصخري الذي لجأ اليه ليأمن مكر العدو و غدره، حاول استنهاض عزائم الجيش المستنفر لقتاله أو تسليمه لابن زياد، و حاول لفت أنظارهم الي الحال المزرية التي وصلت اليها الأمة في ظل حكام الجور و الانحراف.

(انه قد نزل من الأمر ما قد ترون، و ان الدنيا قد تغيرت و تنكرت، و ادبر معروفها و استمرت جدا، فلم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء، و خسيس عيش كالمرعي الوبيل. ألا ترون أن الحق لا يعمل به، و أن الباطل لا يتناهي عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فاني لا أري الموت الا شهادة، و لا الحياة مع الظالمين الا برما). [1] .

ان سؤاله الاستنكاري قد أراد من ورائه اشعارهم بحال قائمة معاشه... الحق لا يعمل به و الباطل لا يتناهي عنه.. فأي معني لأي ادعاء من أي شخص بأنه مؤمن


بالله اذ لم يتصد لهذه الحالة القائمة المعاشة التي يتحكم فيها الطغاة لأهوائهم و منكرهم... و قبل أن يعيش فيها دون أن يري للاسلام ظلا أو دورا حقيقيا؟.


پاورقي

[1] الطبري 307 / 3.