بازگشت

نحن أهل البيت أولي بولاية هذا الأمر عليكم.. حجج دامغة


و كانت كلمة الامام حجة علي كل أجيال الاستسلام و الخنوع، ليس عليهم فقط.. و اذ أتيح من يحفظ لنا كلماته و أقواله.. فان هذه الكلمات و الأقوال تظل شاهدا عبر العصور علي موقف الامام و فعله ضد الانحراف و الظلم و علي عدم جواز مهادنة فرعون مهما كانت شعاراته و حججه و أباطيله و مزاعمه.

صلي الحسين عليه السلام بهم و بأصحابه. صلاتي الظهر و العصر.

لم يروا بأسا في ذلك فربما كان هذا أمرا مسموحا به. منحوه ثقتهم، و توجهوا الي الله يصلون خلفه، و مع ذلك كانوا علي استعداد لسل سيوفهم و رفعها فوق رأسه أو اغمارها في صدره.


كانت قلوبهم معه و سيوفهم عليه.

ربما كانت صلاتهم خلفه فرصة أخيرة لهم ليكونوا خلفه علي الدوام و يمنحوه ثقتهم و عزيمتهم و صبرهم... و هكذا ألقي خطبة أخري فيهم:

(فانكم ان تتقوا و تعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله. و نحن أهل البيت أولي بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، و السائرين فيكم بالجور و العدوان، و ان أنتم كرهتمونا، و جهلتم حقنا، و كان رأيكم غير ما أتتني كتبكم، و قدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم). [1] .

قال لهم من هو و ما هي مهمته، و أوضح لهم مركزه منهم، و بي بطلان حجة عدوه و عدوهم الذي تسلط عليم بالجور و العدوان... حاول استنهاضهم و اثارة حمية الاسلام فيهم.

و يبدو أن الحر لم يكن ممن أرسل الي الحسين عليه السلام يدعوه، و قد أنكر ذلك... الا أن الامام أمر أحد أصحابه باخراج الخرجين اللذين فيهما كتبهم اليه (فأخرج خرجين مملوءين صحفا، فنشرها بين أيديهم.. فقال الحر: فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك و قد أمرنا اذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتي نقدمك علي عبيدالله بن زياد). [2] .

و قد امتنع الحسين و أمر أصحابه بالانصراف، و قد حاول الحر منعهم فتوجه اليه الامام بالتقريع منكرا عليه فعله... و قد سكت الحر عن ذلك احتراما منه لمنزلة الامام و مكانته

و قد اتفقا في النهاية علي أن يأخذ الامام عليه السلام طريقا لا تدخله الكوفة و لا ترده الي المدينة، و تياسر عن طريق العذيب و القادسية و بينه و بين العذيب ثمانية و ثلاثون ميلا.


پاورقي

[1] الطبري 306 / 3 و ابن‏الأثير 408 / 3.

[2] الطبري 306 / 3 و ابن‏الأثير 408 / 3.