ذكرهم، فلم يذكروا
و قبيل الصلاة تحدث الامام عليه السلام مع أفراد ذلك الجيش مذكرا اياهم بأنهم هم الذين دعوه و أنه انما جاء استجابة لدعوتهم (انها معذرة الي الله عزوجل و اليكم؛ اني لم آتكم حتي أتتني كتبكم، و قدمت علي رسلكم: أن أقدم علينا فانه ليس لنا امام، لعل الله يجمعنا بك علي الهدي، فان كنتم علي ذلك فقد جئتكم، فان تعطوني ما أطمئن اليه من عهودكم و مواثيقكم أقدم مصركم، و ان لم تفعلوا و كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الي المكان الذي أقبلت منه فسكتوا عنه..). [1] .
و ما يملكون سوي السكوت، و قد دعوه فعلا، و تخلوا عنه بعد ذلك، و جاءوا الآن محاربين له، كلهم من الكوفة، و كلهم كانوا يميلون الي و ربما كانوا لا يزالون كذلك، الا أنهم سلبوا ارادتهم و حريتهم و أعطوها لقوة حسبوا أنها قوة عليا و قوة خارقة مع أنها لم تكن كذلك.
كان الامام يعلم ذلك و يعلم أنهم كانوا مسلوبي الارادة و أنهم ضعفاء أمام فرعون و أصنام فرعون و أعوان فرعون و أنهم لن يدعوه حتي يسلموه اليه ليقوم هو بقتله و قد يأمرهم لأداء هذه المهمة، و سيقومون بها طائعين مرغمين، و سيحاولون بالتالي القاء تبعة ذلك علي فرعون و أعوان فرعون.
پاورقي
[1] الطبري 306 و ابنالأثير 407 / 3.