بازگشت

عود علي بدء


الا أن ذلك هو الذي حصل فعلا، و أعيد فصل سابق وقفه أميرالمؤمنين عليه السلام من عدوه معاوية. فبينما استولي هذا الأخير علي الماء في صفين، جعل جل همه أن يمنع الامام و جنده الماء، و عندما أتيحت للامام فرصة الاستيلاء علي الماء كان أول ما فعله أن سمح لجنود معاوية بأخذ حاجتهم منه ثم لم يمنعهم اياه طيلة فترة الحرب.

كان هذا الأمر غير مفهوم من قبل أولئك الذين لا يحملون تصورات الاسلام و رسالته و قيمه و الذين لا يرون أمامهم الا الغلبة و الظفر مهما كانت الغايات و مهما كانت الوسائل.

أما بنظر الرساليين فان المعركة تتخطي حدود الأشخاص و حدود النزعات الفردية الخالصة.

و تتجاوزها لما هو أبعد من ذلك. و ربما كان قلب المؤمن الرسالي يفيض أسي علي عدوه و هو يراه ينزلق و يتيه و يبتعد عن خط الاسلام و يراه خاسرا في كل الأحوال، بينما يري نفسه الرابح الوحيد مهما كانت نتائج المعارك التي يخوضها، مادام يسلك طريقا واضحا و منهجا محددا في كل أوقات السلم أو الحرب. و ربح أية معركة لا تمثل له كسبا شخصيا بقدر ما تعني كسبا للاسلام و قيمه و مبادئه، فهو قد اتحد مع تلك القيم و المبادي ء حتي عاد لا يري لنفسه قيمة بدونها، و يري الانتصار لها نصرا حقيقيا له هو خاصة.

و ذاك منطق لا يفهمه من تقاطع مع أفكار و مبادي ء الذين حملوه.

جاء الحر من القادسية بفرسانه الألف ليستقبل الامام الحسين عليه السلام و كان من الامام ما كان تجاه الجيش العطش الذي و افاه قبيل ظهر ذلك اليوم الحار.