بازگشت

لقاء في الظهيرة - اغاثة جيش العدو - هكذا تكون المبادي ء


و يبدو أن الوقت كان حارا في منتصف الصيف. و كان لقاء الحر بالحسين عليه السلام قد تم في الظهيرة، و ربما كان الحر لا يتصور أنه سيلاقي الحسين في ذلك المكان فلم يأخذ أهبته و يتزود بالماء لأنه ربما حسب أنه سيعود الي مكان آخر يجد فيه الماء.

و كان الحسين عليه السلام و أصحابه - رغم قلتهم - في موقف أفضل من موقف الحر العطاشي المرهقين. و كان بوسعه و هو في مكانه المحصن من الخلف أن يستغل عطش أصحاب الحر و عطش دوابهم لمناوشتهم أو الافلات منهم أو منع الماء عنهم علي الأقل.


الا أن الذي قام به الامام عليه السلام قد تجاوز تصورات أعدائه الذين جاءوا للتضييق عليه و أخذه لابن زياد.. فمع علمه بمهمتهم، و دون أن يقوم بمساءلتهم و استغلال موقفه استغلالا عاطفيا لصالحه أمر أصحابه بسقيهم الماء و سقي خيولهم الماء و ترشيفها و شارك هو بنفسه بهذه المهمة الانسانية التي لا يتصور أحد أن عدوا ما يمكن أن يقوم بها تجاه عدوه.