بازگشت

بطن العقبة - نصيحة أخري


و نزل ب (بطن العقبة)... و هناك تقدم اليه (ناصح) آخر، دعاه للتراجع قائلا: (اني أنشدك الله لما انصرفت، فوالله لا تقدم الا علي الأسنة و حد السوف، فان هؤلاء الذين بعثوا اليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال، و وطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا، فأما علي هذه الحال التي تذكرها فاني لا أري لك أن تفعل.

فقال له:... انه ليس يخفي علي، الرأي ما رأيت، ولكن الله لا يغلب علي أمره) [1] كان الامام يدرك كل شي ء، و يدرك أن سلامته الشخصية مرهونة برجوعه و مهادنته علي أننا نتساءل: هل وضع الامام عليه السلام في كل وقت سلامته الشخصية فوق كل اعتبار؟ و هل أن ما سعي اليه هو امتيازات و مكاسب تتيح له تحقيق مصالح شخصية في ظل حكم مطلق كحكم يزيد و معاوية؟.

لو أنه كان يريد ذلك لما كان أي معني لذهابه بتلك الصورة التي يتعرض فيها لخطر الموت الأكيد. و هذا ما أراد افهامه دائما أولئك المتقدمين له بالنصح و التحذير، اذ لم يستطع هؤلاء أن يفهموا سر ذلك الاندفاع و الاقدام رغم كل ما كان يلوح من مخاطر و متاعب.

لقد خفيت عنهم الدوافع، فعجزوا عن التقدم بالنصح السديد.



پاورقي

[1] المصدر السابق 304 - 303 / 3 و ابن‏الأثير 404 / 3.