بازگشت

لا حاجة للمتخاذلين


و عقيب ذلك كرر الامام عليه السلام دعوته لمن انضم اليه بالانصراف لو أحبوا و قال: (أما بعد، فقد أتانا خبر فظيع. قتل مسلم بن عقيل و هاني ء بن عروة و عبدالله بن بقطر، و قد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منا ذمام). [1] .

و مهما تكن دقة الخطاب المروي هنا فان الامام عليه السلام لم يحسب أنه بحاجة الي


من سيخذلونه في المستقبل و يتخلون عنه، انه بحاجة الي فئة رسالية قد تكون قليلة العدد، الا أنها قادرة علي ابلاغ رسالة الاسلام الي الأمة و دعوتها للنهوض و المشاركة بعملية التغيير الكبري التي كان الامام مقدما عليها.

لم يكن جيش الامام بحاجة الي زوائد ليطهره منه فيما بعد، و انما أراده جسما واحدا حيا متماسكا، و ان بدا صغيرا بنظر العدو، أو بدا صغيرا يمكن القضاء عليه بضربة واحدة.

و فعلا (تفرق الناس عنه تفرقا، فأخذوا يمينا و شمالا حتي بقي في أصحابه الذين جاءوا معه... و انما فعل ذلك لأنه ظن انما اتبعه الأعراب، لأنهم ظنوا أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله فكره أن يسيروا معه الا و هم يعلمون علام يقدمون. و قد علم أنهم اذا بين لهم لم يصحبه الا من يريد مواساته و الموت معه). [2] .


پاورقي

[1] الطبري 303 / 3 و ابن‏الأثير 403 / 3.

[2] المصدر السابق 304 - 303 / 3 وابن‏الأثير 404 / 3.