بازگشت

زرود... اللقاء بزهير بن القين


و يبدو أن الامام عليه السلام التقي بزهير بن القين البجلي في (زرود) أو حواليها، و كان زهير حاجا مع أصحابه و امرأته. و كان عثماني الهوي، و قد تحاشي الالتقاء مع الامام و لم يكن أبغض اليه من أن يسايره في منزل، فاذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، و اذا نزل الحسين تقدم زهير. و قد اتفق أن نزلا في فنزل واحد لم يجدا بدا من النزول فيه. منزل الحسين في جانب و زهير في جانب.

و قد استدعاه الامام اليه، و تردد في البداية للاستجابة لطلبه الا أن امرأته حثته علي الذهاب و الاستماع اليه.

و كانت لحظة اللقاء القصيرة بين الامام و زهير كافية لجعل الأخير يرجع مستبشرا قد أسفر وجهه و قد أمر أن ينقل فسطاطه و ثقله و متاعه الي الحسين عليه السلام و قد طلق امرأته قائلا انه لم يكن يريد أن يصيبه بسببها الا كل خير و قد حدث أصحابه حديثا عن سلمان الباهلي عند غزو بلنجر و قد فتح الله عليهم و أصابوا غنائم، فقال لهم سلمان: (أفرحتم بما فتح الله عليكم، و أصبتم من الغنائم؟ و قال: اذا أدركتم شباب آل محمد، فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم) [1] و قد ودع


زهيرا أصحابه و التحق بركب الامام الحسين عليه السلام، و قد استشهد بين يديه في كربلاء.

و كانت لزهير مواقف مشهودة قبيل معركة الطف و خلالها، أثبت فيها صدق انتمائه للاسلام، رغم توقعه القتل في تلك المعركة. و كان يبدو كأنه كتيبة كاملة بنشاطه و حركته و اندفاعه لنصرة الحسين عليه السلام.


پاورقي

[1] نفس المصدر 302 / 3 و ابن‏الأثير 403 / 3 و زورد رمال بين الثعلبية و الخزيمية بطريق الحاج من الکوفة، و روي أن زهير روي فلک عن سلمان الفارسي الذي حثهم علي نصرة الحسين (ع) اذا ما أدرکوه - ذکر ذلک الشيخ المفيد في الارشاد و الفتال في روضة الواعظين 153 و ابن‏نما في مثيرالأحزان 23 و الخوارزمي في مقتل الحسين 225 - 1 ف 11. و البکري في المعجم 376 - 1.