بازگشت

قيس بن مسهر الصيداوي موقف شجاع هذا الحسين بن علي خير خلق الله


و قد أرسل كتابه مع قيس مسهر الصيداوي و هو أحد الذين حملوا رسائل أهل الكوفة الي الامام، لينقله الي الكوفة.

و حيث أن ابن زياد قد أمسك بأفواه الطرق و مخارجها و أوعز الي جنوده و شرطه بذلك و نشر شبكة واسعة منهم تنفيذا لأمر يزيد فان قيس بن مسهر قد وقع بيد الحصين بن تميم عندما وصل القادسية و هي منطقة لا تبعد عن الكوفة كثيرا، و قد بعث به هذا الي ابن زياد.

و قد أراد ابن زياد مساومة قيس و طلب منه سب الامام عليه السلام مقابل الابقاء علي حياته. و هو أمر قد يفعله بعض من يتعرضون لموقف شديد كموقفه عندما يتراجعون و يجنبون.

و بدا قيس في الظاهر و كأنه يستجيب لطلب ابن زياد و صعد القصر، و بدلا من شتم الامام و تشويه قضيته ألقي كلمة حماسية حث فيها الناس علي الالتحاق بجند الامام، و قال: (ان هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله، و أنا رسوله اليكم، و قد فارقته بالحاجر فأجيبوه، ثم لعن عبيدالله بن زياد و أباه، و استغفر لعلي بن أبي طالب.

فأمر به عبيدالله بن زياد أن يرمي به من فوق القصر، فرمي به، فتقطع و مات).

كان قيس بمستوي المهمة التي بعثه بها الامام عليه السلام، فلم ينكل و لم يتراجع رغم علمه بقسوة الجلاد و وحشيته. و يبدو أنه كان منذ البداية يعمل بنشاط لانجاح


مهمة الامام عليه السلام و جعل جماهير الكوفة تلتف حوله لنصرة قضيته. و كان موقفه حريا أن يحرك تلك الجماهير المتراجعة الخائفة، الا أن عنف ابن زياد و ارهاب الدولة المشرع فوق الرؤوس و دور الأشراف و الرؤساء المخذل، جعل الناس تستسلم و تطرق برؤوسها رغم علمها بعدالة قضية الامام و رغم موقفها الايجابي الأول المؤيد.. كان كل امري ء في دولة الظلم تلك يجعل من سلامته الشخصية أول هدف له مما جعل الخوف عقدة الجميع و جعل مقارعتها آخر شي ء يفكرون به بعد الذي لحقهم منها.