بازگشت

الصفاح - قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني أمية


و في (الصفاح) لم يعدم الامام عليه السلام من يتوجه اليه بالنصح، و التحذير من الاقدام نحو العراق أكثر مما تقدم. فقد لقي الفرزدق الشاعر و سأله عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق (قلوب الناس معك، و سيوفهم مع بني أمية) [1] كانوا يرغبون في


التغيير و برؤية حاكم عادل كالحسين عليه السلام عليهم، الا أنهم كانوا يريدون ذلك أن يتم وفق ارادة و قوة عليا غير قوتهم و ارادتهم و كانوا يريدون غيرهم أن ينهض بهذه المهمة. أما هم فقد أصبحوا من حصة الحاكم الجائر يتلاعب بهم و يسيرهم كيفما يشاء.

و أمام وضع كهذا لا يطمأن اليه استفسر الفرزدق من الامام عن سبب خروجه لعاجل ذاك، و قد روي فيما بعد أنه عليه السلام قال له: (لو لم أعجل لأخذت) [2] ثم قال له عليه السلام: (الله الأمر و الله يفعل ما يشاء و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل القضاء بما نحب فنحمدالله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته، و التقوي سريرته). [3] .

كانت مهمة الامام عليه السلام معروفة و هو التصدي لدولة الظلم و محاربتها... أما النجاح الآني و انجاز المهمة بأسرع وقت ممكن فلم يكن مضمونا.

علي أن ما يلفت حقا في جواب الامام هوأنه كان يعتبر عمله رغم ما قد يلحقه من ورائه، أمرا يستحق الشكر و أنه كان يري الثبات في مهمته مهما كانت النتائج. أتري أن الحسين عليه السلام هنا لا يحسب الشهادة في سبيل الاسلام نعمة تستوجب الشكر حقا؟ و هل أنه كان يري عدة سنوات متبقية في ظل الانحراف و الجور أجدر بالشكر من حياة باقية مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبيه و أمه و الأنبياء و المرسلين و الشهداء و الصالحين... في جنة الخلد.؟ اذا كان من لا يعرف الاسلام حقا لا يعرف ذلك، فهل الحسين عليه السلام لا يعرفه أيضا...؟.


پاورقي

[1] المصدر السابق 296 / 1 و ابن‏الأثير 401 / 3 و في تذکرة الحفاظ - الذهبي 338 - 1 أن الفرزدق لقي الامام بذات عرق. و روي أن بينها و بين مکة مرحلتان و روي ابن نما في مثير الأحزان أن الحسين عليه‏السلام لقي في (ذات عرق) بشر بن غالب و سأله عن أهل الکوفة قال: السيوف مع بني‏أمية و القلوب معک. قال صدقت. ص 27.

[2] المصدر السابق.

[3] المصدر السابق.