محاولات لمنع المسيرة
و الملاحظ أن محاولات عديدة - تحدثنا عنها باسهاب - جرت منذ أن كان في مكة و في كل مراحل مسيرته الي الكوفة لمنعه من مواصلتها لأن ذلك من شأنه أن يوقعه في قبضة أعوان الدولة و قد يؤدي الي قتله و قتل أصحابه فيما بعد.
و بالرغم من اختلاف دوافع المحذرين و (الناصحين)، فاننا لاحظنا أن جواب الامام يكاد أن يكون واحدا لا يتغير و ان اختلفت كلماته. و قد لمس فيها هؤلاء تصميمه علي المضي بمهمته الي النهاية مهما كانت النتائج.
و قد أحكم ابن زياد قبضته علي الناس في الكوفة و استعد لتأليف جيش يواجه به الامام الحسين عليه السلام كما (بعث الحصين بن تميم صاحب شرطة حتي نزل القادسية و نظم الخيل ما بين القادسية الي خفان، و ما بين القادسية الي القصقطانة، و الي لعلع، و قال الناس: هذا الحسين يريد العراق). [1] .
و معني ذلك أنه كان يريد قطع خط الرجوع عن الامام عليه السلام اذا ما وصلته أخبار مسلم و قدر ذلك. و هو أمر لم يفكر به الامام بأي حال من الاحوال. و أن أثيرت شبهة حول هذا الموضوع سنتحدث عنها في القسم الثاني من هذا البحث بعون الله.
پاورقي
[1] المصدر السابق 301 / 3.