بازگشت

الشهداء ثلاثة أصناف: الأنبياء و الأئمة و المرجعية الرشيدة


(و اذا ترك الانسان ليمارس دوره في الخلافة بدون توجيه و هدي، كان خلقه عبثا، و مجرد تكريس للنزوات و الشهوات و ألوان الاستغلال.

و ما لم يحصل تدخل رباني لهداية الانسان الخليفة في مسيره، فانه سوف يخسر كل الأهداف الكبيرة التي رسمت له في بداية الطريق.

و هذا التدخل الرباني هو خط الشهادة. و قد صنف القرآن الكريم الشهداء الي ثلاثة أصناف فقال: [(انا أنزلنا التورئة فيها هدي و نور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربنيون و الأحبار بما استحفظوا من كتب الله و كانوا عليه شهداء)].

و الأصناف الثلاثة علي ضوء هذه الآية هم النبيون و الربانيون و الأحبار، و الأحبار هم علماء الشريعة و الربانيون درجة وسطي بين النبي و العالم و هي درجة الامام.


و من هنا أمكن القول بأن خط الشهادة يتمثل:

أولا: في الأنبياء.

ثانيا: في الائمة الذين يعتبرون امتدادا ربانيا للنبي في هذا الخط.

ثالثا: في المرجعية التي تعتبر امتدادا رشيدا للنبي و الامام في خط الشهادة. و الشهاة علي العموم يتمثل دورها المشترك بين الأصناف الثلاثة من الشهداء فيما يلي:

اولا: استيعاب الرسالة السماوية و الحفاظ عليها.

(بما استحفطوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء).

ثانيا: الاشراف علي ممارسة الانسان لدوره في الخلافة و مسؤولية اعطاء التوجيه بالقدر الذي يتصل بالرسالة و أحكامها و مفاهيمها.

ثالثا: التدخل لمقاومة الانحراف و اتخاذ كل التدابير الممكنة من أجل سلامة المسيرة.

فالشهيد مرجع فكري و تشريعي من الناحية ايديولوجيا و يشرف علي سير الجماعة و انسجامه أيدولوجيا مع الرسالة الربانية التي يحملها (مسؤول عن التدخل لتعديل المسيرة أو اعادتها الي طريقها الصحيح اذا واجه انحرافا في مجال التطبيق). [1] .


پاورقي

[1] خلافة الانسان و شهادة الانبياء ص 25 / 24 / 23.