بازگشت

الامام الحسين صورة مطابقة لأصل رسول الله


و قد أراد الامام الحسين عليه السلام ان يضع أمامهم صورة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، ليروه كما رآه الأوائل من صحابته، الذين عاشوا معه و تربوا علي يديه و تأثروا به، أراد أن يذكرهم به و يوضح ابعاد تلك الشخصية التي احبوها و جلعوها رمزا و مثلا أعلي لايمانهم و اخلاصهم لله، لقد عمل عليه السلام علي أن يذكر الأمة بأن هذا الذي يدعون التمسك به و بنبوته و يشهدون بذلك، كما يشهدون بألوهية الله جل و علا انما هو جده و حبيبه و أقرب الناس اليه، مثلما عمل أميرالمؤمنين عليه السلام من قبل علي تذكير الأمة بمنزلته الخاصة من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و كيف انه ان يعده لتولي مسؤولية امامة الأمة و خلافتها، كما حاول عليه السلام حث الأمة علي التمسك به باعتبار ان منهجه هو الطريق الصحيح الوحيد الكفيل بحفظها كأمة اسلامية، حيث قال:

(... ان محلي منها (الخلافة) محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل و لا يرقي الي الطير...).

(... بنا اهتديتم في الظلماء، و تسنمتم ذروة العلياء، و بنا أنفجرتم عن السرار).

(و الله لأنا أول من صدقه، فلا أكون أول من كذب عليه).

(قد ركزت فيكم راية الايمان، و وفقتكم علي حدود الحلال و الحرام).


(و الله مااسمعكم الرسول شيئا ألا وها أنا ذا مسمعكموه).

(عترته صلي الله عليه و آله و سلم خير العتر، و اسرته خير الأسر، و شجرته خير الشجر).

(ألا أن مثل آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم كمثل نجوم السماء، اذا خوي نجم طلع نجم...).

(نحن شجرة النبوة و محط الرسالة، و مختلف الملائكة و معادن العلم و ينابيع الحكم، ناصرنا و محبنا ينتطر الرحمة، و عدونا و مبغضنا ينتطر السطوة).

(تا لله لقد علمت تبليغ الرسالات، و اتمام العدات، و اتمام الكلمات. و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر).

(اني للمحق الذي يتبع، و ان الكتاب معي، ما فارقته مذ صحبته...).

(أنا اشهد لكم و حجيج يوم القيامة عنكم).

(اللهم اني أول من أناب و سمع و أجاب، لم يسبقني الا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالصلاة).

(بنا يستعطي الهدي و سيتجلي العمي، ان الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح علي سواهم و لا تصلح الولاة من غيرهم).

(فيهم كرائم القرآن، و هم كنوز الرحمن، ان نطقوا صدقوا، و ان صمتوا لم يسبقوا.).

(و أنا أخص و اقرب، و انما طلبت حقا لي، و أنتم تحولون بيني و بينه، و تضربون وجهي دونه).

(و قد علمتم موضعي من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالقرابة القريبة، و المنزلة الخصيصة، و ضعني في حجره و أنا ولد يضمني الي صدره، و يكنفني في فراشه، و يمسني جسده، و يشمني عرفه، و ما وجد لي كذبة في قول و لا خطلة في فعل، و لقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، و يأمرني بالاقتداء به. و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه و لا يراه غيري. و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خديجة و أنا ثالثهما أري نور الوحي و الرسالة، و أشم ريح النبوة، و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلي الله عليه و آله و سلم، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، انك تسمع ما أسمع، و تري ما أري الا أنك لست بنبي ولكنك لوزير و أنك لعلي خير).


(اني لم أرد علي الله و لا علي رسوله ساعة قط و لقد واسيته بنفسي... فوالذي لا اله الا هو اني لعلي جادة الحق). [1] .

و لقد كان سيدالشهداء عليه السلام يعمل علي نفس خط جده محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أبيه علي عليه السلام و هو يبين لأمة جد المصطفي صلي الله عليه و آله و سلم مكانته الحقيقية من خلال النصوص الالهية و النبوية المقدسة الواردة بحقه عليه السلام، ليلقي عليهم الحجة كونه عليه السلام الأجدر بما يحمل من علم موروث عنه صلي الله عليه و آله و سلم، ومن أخلاق و عدالة و شعور بالمسؤولية، و معرفة تامة بأمور الدين، و تربية خاصة في كنف وصي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام، لحمل شرف مسؤولية الخلافة و قيادة الأمة و امامتها و رفع لواء الاسلام الي كل بقاع الأرض علي أساس واضح مبين، هو نهج جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، لا علي أساس سلطة طاغوتية مستبدة جاهلية، ليركز حكم الاسلام و يرسي دعائمه القوية لتظل قائمة الي الأبد، لا لكي تتحطم أو تزول عند أقل حدث أو طاري ء أو زلزال، و أراد أن يذكرهم بعهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي أمته، التمسك بكتاب الله و أهل بيته، حتي لا تميل هذه الأمة أو تنحرف مع الأهواء و الأطماع و السياسات الفرعونية أو القيصرية أو الكسروية التي قد تحاول لبس رداء الاسلام و اتخاذه غطاء جديدا، فتعمل علي تعزيز مصالحها و تشويه الاسلام في وقت واحد، و يضعهم امام مسؤولياتهم الكبيرة لتقويم الانحراف الذي وجدوا أنفسهم ينساقون اليه بفعل منظم، و يشاركون به و يساهمون في خلقه و يكونون أداة له، قال الامام الحسين عليه السلام:

(ان الله اصطفي محمدا صلي الله عليه و آله و سلم علي خلقه و أكرمه بنبوته و اختاره لرسالته ثم قبضه الله اليه، و قد نصح لعباده و بلغ ما أرسل به صلي الله عليه و آله و سلم و كنا أهله و أولياءه و أوصياءه و ورثته و احق الناس بمقامه في الناس). [2] .

(ايها الناس انسبوني من انا، ثم ارجعوا الي انفسكم و عاتبوها و انظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم، و ابن وصيه و ابن عمه، و أول


المؤمنين بالله و المصدق لرسوله ثم جاء من عند ربه أو ليس حمزة سيدالشهداء عم أبي؟

أو ليس جعفر الطيار عمي؟

أو لم يبلغكم قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [3] لي و لأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة؟

فان صدقتموني بما أقول و هو الحق، و الله ما تعمدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله و يضر به من اختلقه. و ان كذبتموني، فان فيكم من ان سألتموه ذلك أخبركم. سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري و أباسعيد الخدري، و سهل بن سعد الساعدي، و زيد بن أرقم، و أنس بن مالك، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي و لأخي: أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟). [4] .

(انا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، بنا فتح الله و بنا يختم...). [5] .

و قال عليه السلام:(اللهم، ان هذا قبر نبيك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و أنا ابن بنت نبيك، و قد حضرني من الأمر ما قد علمت.

االههم اني أحب المعروف و أنكر المنكر، و أسألك ياذا الجلال و الاكرام، بحق القبر و من فيه الا اخترت لي ما هو لك رضا و لرسولك رضا). [6] .

(رضا الله رضانا اهل البيت، نصبر علي بلائه، و يوفينا أجور الصابرين.

لن تشذ عن رسول الله لحمته، بل هي مجموعة في حظيرة القدس، تقربهم عينه، و ينجز بهم وعده). [7] .


و قال عليه السلام:

(من عندنا مستقي العلم، أفعلموا و جهلنا؟ هذا مما لا يكون). [8] .

و قال عليه السلام:

(أما بعد، أيها الناس، فانكم ان تتقوا الله، و تعرفوا الحق لاله، يكن أرضي لله، و نحن أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم، أولي بولاية هذا الأمر، من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، و السائرين بالجور و العدوان. [9] .

قال عليه السلام:

(االلهم اني أحمدك علي ان أكرمتنا بالنبوة، و علمتنا القرآن، و فقهتنا في الدين، و جعلت لنا اسماعا و ابصارا و أفئدة، و لم تجعلنا من المشركين). [10] .

و قال عليه السلام:

(فنعم الرب ربنا و بئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة، و أمنتم بالرسول محمد صلي الله عليه و آله و سلم، ثم أنكم زحفتم الي ذريته و عترته تريدون قتلهم). [11] .

و قال عليه السلام:

(نحن حزب الله الغالبون، و عترة رسوله الاقربون، و أهل بيته الطيبون، واحد الثقلين، الذين جعلنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثاني كتاب الله تبارك و تعالي، الذي فيه تفصيل كل شي ء، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و العول علينا في تفسيره، لا يبطينا تأويله، و بل نتبع حقائقه، فأطيعونا، فان طاعتنا مفروضة، ان كانت بطاعة الله و رسوله مقرونة.

قال الله عزوجل (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فان تنزعتم في شي ء فردوه الي الله و الرسول). [12] ، و قال: «لو ردوه الي الرسول و الي أولي الأمر منهم لعلمه الذين


يستنبطونه منهم، و لو لا فضل الله عليكم و رحمته لا تبعتم الشيطان الا قليلا» [13] ...). [14] .

و قال عليه السلام:

(فأنا الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، نفسي مع نفسكم، و أهلي مع أهليكم، فلكم في اسوة). [15] .

أراهم من هو، و لم يكونوا يجهلون من هو علي أي حال. و اراهم الوضع الذي كان ينبغي أن يكون له فيهم، فهو ابن الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و من أهله و أوليائه أوصيائه و ورثته و احق الناس بمقامه في الناس، و قد كان مقامه صلي الله عليه و آله و سلم زعيما اماما لهذه الأمة، و هؤلاء و الأولياء و الأوصياء و الورثة أحق الناس بزعامة و امامة هذه الأمة من بعده.

و لم يكن عبثا أن الله اختار محمدا صلي الله عليه و آله و سلم لنبوته و حمل رسالته، و كلفه اعداد أوصياء من أهله خاصة، يكملون مهمته في تربية الأمة و وضعها علي طريق الاسلام و استقامته، علمهم الله القرآن، وفقههم في الدين، و جعل لهم سماعا و أبصارا و أفئدة، يتلقون علم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كما علمه الله اياه، واضحا غير مبهم و غير مشوش و لا مزور أو مشوه، لا يحيط به غبش الشبهات و التصورات البشرية البحتة البعيدة عن دين الله و حكمه و شريعته.


پاورقي

[1] نهج‏البلاغة: 312 / 311 / 303 / 301 / 146 / 215 / 201 / 189 / 253 / 179 / 176 / 163 / 162 / 146 / 1 39 / 122 / 120 / 81 / 51 / 48، (تسلسل الأرقام يتبع تسلسل النصوص).

[2] الطبري 300 / 6 و ابن‏کثير 159 / 8.

[3] (أو لم يبلغکم قول مستفيض فيکم ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لي و لأخي...، الطبري 242 / 6، و ابن‏الاثير 415 / 3.

[4] تاريخ ابن‏عساکر 315، و مقتل الخوارزمي 253 / 1، و الطبري 242 / 6، و ابن‏الاثير 415 / 3.

[5] الطبري 216 / 6، و ابن‏الاثير 362 / 3.

[6] مقتل الخوارزمي 186 / 1.

[7] اللهوف في قتلي الطفوف ص 53.

[8] بصائر الدرجات ص 11، أصول الکافي 250 / 2.

[9] الارشاد للمفيد 82 / 2، و أنساب الأشارف 171 / 3، و الطبري 228 / 6، و ابن‏الاثير 408 / 3.

[10] الارشاد للمفيد 93 / 2، و الطبري 238 / 2، و ابن‏الاثير 415 / 3.

[11] تاريخ ابن‏عساکر 215، و مقتل الخوارزمي 253 / 1.

[12] النساء 83 - 59.

[13] المصدر السابق.

[14] الاحتجاج للطبرسي: 22.

[15] الطبري 229 / 6، و ابن‏الاثير 409 / 3، و قال لهم: (افتشکون اثرأ ما أني ابن بنت نبيکم؟ فو الله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري منکم و لا من غيرکم) الطبري 319 / 3.