بازگشت

الدافع الأول لهؤلاء الكتاب: انهم يعيشون في ظل دول


لماذا يتبني العديدون موقف يزيد، و يزيد قد مضي؟ و لماذا يرفضون موقف الحسين عليه السلام من دولته؟ الا يجنون بذلك علي انفسهم، و هم يرون انهم في ظل انظمة لا تزال تتبني نفس خط انحراف الدولة الأموية، و ترفع نفس شعاراتها، و منها ابعاد الدين عن الحياة العامة، فيروحون في غمرة الترويج لخط هذه الانظمة، يخطئون كل رافض لتلك الدولة البائدة الاولي، و كل ثائر عليها.

انهم يتبنون الموقف الرسمي الذي يجد له دائما اعوانا و انصارا و مرتزقة يؤيدونه و (يثبتون) صحة توجهاته (بالبرهان القاطع و الدليل الناصع)، و يخطئون مناوئيه و اعدائه حتي و ان اقتضي الامر اللجوء الي الارهاب و القوة، كما فعل العديدون منهم بالفعل، ابتلي بهم زماننا و ابتلينا نحن بهم.

ولو انهم اعلنوا ما اعتقدوا بصحته حقا بشأن ثورة الحسين عليه السلام، و لابد ان يكون ما يعتقدونه حقا في قرارة انفسهم، هو صحة توجه هذه الثورة وسلامتها و وضوح اهدافها و نجاحها في تحقيق تلك الاهداف، لكانوا قد اغضبوا بذلك السلطات التي عاشوا في ظلها، و التي ارادت ان تكون نسخا مكرورة معادة من النظام الاموي البائد، و الذي وجدت فيه من (الواقعية) التي تضمن مصالحها و بقاءها في الحكم اطول فترة ممكنة، و لكانوا قد جروا بذلك علي انفسهم الويلات و السخط.


ولو كانوا في ظل نظام للحكم، لا يتبني امثال هذه المواقف، و لا يتستر بنفس الشعارات و الذرائع التي تسترت بها و رفعتها الدولة الاموية الغابرة، لكانت اقوالهم و تحليلاتهم مغايرة لتلك التي سمعناها و قرأناها، و لا نزال نسمع المزيد و المزيد منها.