بازگشت

و من لم يلحق بي لم يبلغ الفتح نهاية مرحلة جديدة من الثورة في مكة


و قد روي لنا ان الحسين عليه السلام لما نزل مكة كتب رسالة مختصرة الي اخيه محمد بن الحنفية و بني هاشم الذين تخلفوا في المدينة جاء فيها:

(اما بعد فانه من لحق بي منكم استشهد و من لم يلحق بي لم يبلغ الفتح و السلام). [1] .

و لعل هذه الرسالة كانت بناء علي موقفه الاخير الذي اتخذه للمسير الي الكوفة، و تزعم الثورة المناهضة ليزيد، و لم تكن في بداية و صوله مكة.

و نلاحظ انه في هذه الرسالة اعتبر ان من يستشهد معه قد بلغ الفتح، و هو امر لا يمكن ان يفهم الا علي ضوء العقلية الاسلامية الواضحة التي حملها الامام عليه السلام، و الا علي ضوء الفهم الواعي للاسلام، الذي لا يمكن ان يتاح لاولئك الذين يحملون التصورات الارضية البحته البعيدة عن الاسلام و روحه و واقعه، و هي رسالة جديرة بالتأمل و الدراسة، لما فيها من مضامين عالية، تجعل قوة الحسم التي حملها الامام عليه السلام تلوح بين اسطرها، و تجعل عباراتها تلوح كحقائق ثابتة اذا ما عرضت علي حقائق الاسلام و واقعه و تصوراته و قيمه.



پاورقي

[1] اللهوف لابن‏طاووس ط النجف ص 27، و کامل الزيارات ابن‏قولوية ط ايران ص 75 و تاريخ ابن‏عساکر 71 / 13 من مصورات مکتبة أميرالمؤمنين عليه‏السلام في النجف حيث جاء فيه: (فالتحق به ابناء عمومته و اخوته علي اثر الکتاب) راجع مقتل الحسين / السيد محمد تقي آل بحر العلوم.