بازگشت

نصائح ابن الزبير للحسين نصائح غير مخلصة


و لم تكن (نصيحة) ابن الزبير خالصة لوجه الله، و لعله قد شعر ان الحسين عليه السلام قد علم بذلك، و انه لم يكن يريد الا ابعاده ليخلو له الجو في مكة، فحاول استدراك ما قاله بعد ذلك و خاطب الحسين عليه السلام و قد خاف ان يتهمه فقال:

(و لو اقمت بمكانك فدعوتنا و اهل الحجاز الي بيعتك، اجبناك، و كنا اليك سراعا، و كنت احق بذلك من يزيد و ابي يزيد). [1] .

و مع ذلك نجد من يقول بان خروج الحسين من مكة كان استجابة لنصيحة ابن الزبير و بتشجيع منه، كما ذهب الي ذلك احد الكتاب المحدثين (انيس زكريا في كتابه (الدولة الاموية في الشام ص 54 (، و لا ندري كيف لم يقرأ هذا (المؤرخ) ما كتبه (اسلافه) عن هذا الموضوع و كيف غاب عنه تقييم الامام عليه السلام لابن الزبير.

و لعل ذلك يعود الي ما لمسه هؤلاء من عبدالله بن عباس و قد غضب علي ابن الزبير (لنصيحته) و اشارته علي الامام للخروج من مكة، تلك (النصيحة) التي ادركها الامام، و ان كان قد خرج من مكة فعلا لاسباب كان يعملها عليه السلام و قد اشرنا الي طرف منها و سنتناولها بالتفصيل بعون الله تعالي.

اننا لو تساءلنا: هل كان الحسين عليه السلام يأخذ بنصيحة ابن الزبير، لو كان يريد الاقامة فعلا بمكة، و ان الاقامة فيها كان يمثل احد الخيارات امامه، و لم يكن عازما


علي الخروج منها؟ و هل كان سينخدع به لو اراد خديعته؟ كلا بدون شك و هذا ما اوضحه الامام بكل جلاء.

ان علينا ان نعرف طبيعة القرار الحاسم الذي اتخذه الامام عليه السلام و طبيعة تصميمه علي الخروج لنقرر علي ضوء ذلك السبب الحقيقي الذي دعاه لذلك.


پاورقي

[1] المصدر السابق.