مكة تستقبل ابنها البار و أملها
استقبلته مكة استقبالا حافلا و احتفت به ورحبت بمقدمه، فلم تجد في عهده من هو أفضل منه.
(فعكف الناس علي الحسين يفدون اليه و يقدمون عليه، و يجلسون حواليه، و يستمعون كلامه، حين سمعوا بموت معاوية و خلافة يزيد). [1] .
(بل الناس انما ميلهم الي الحسين لانه السيد الكبير و ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فليس علي وجه الارض أحد يساميه و لا يساويه، ولكن الدولة اليزيدية كانت كلها تناوئه). [2] .
(و اقبل أهل مكة و من كان بها من المعتمرين و اهل الافاق يختلفون اليه و يغدون عليه). [3] .
و من الطبيعي ان وجوده في مكة لن يكون امرا مرغوبا فيه من قبل هذه الدولة، التي احتملت الخطر منه كما احتملته عندما كان موجودا في المدينة. ولو انه بقي في مكة لحشدت قواها و جيوشا لأخراجه أو قتله حتي ولو كان عائذا بالبيت الحرام، كما فعل بعد ذلك بابن الزبير و غيره.
پاورقي
[1] ابنکثير، البداية و النهاية م 4 ج 8 ص 154 / 153.
[2] ابنکثير البداية و النهاية م 4 ج 8 ص 154 / 153.
[3] الفصول المهمة، ابنالصباغ المالکي ص 170 و وسيلة المال في عد مناقب الآل ص 185 و قد اورد ابنالاثير نصا ذکر فيه ان شخصية ابنالزبير قد تضاءلت امام شخصيته عليهالسلام الي درجة انه لم يکن يطمح بمبايعة الناس له مادام الحسين عليهالسلام موجودا في مکة (... فأقبل [الحسين] حتي نزل مکة و اهلها يختلفون اليه و يأتونه، و من بها من المعتمرين و اهل الافاق، و ابنالزبير بها قد لزم جانب الکعبة فهو قائم يصلي عندها عامة النهار، و يطوف و يأتي الحسين فيمن يأتيه و لا يزال يشير عليه بالرأي و هو اثقل من خلف الله علي ابنالزبير لان أهل الحجاز لا يبايعونه مادام الحسين باقيا بالبلد)، ابناثير 389 / 3.