بازگشت

مروان يتعمد استفزاز الامام الحسين


و يبدو ان مروان قد تعمد الالتقاء بالامام عليه السلام و ساتفزازه و جره الي موقف يستطيع معه تأليف اعوان السلطة عليه قبل ان يتمكن من ترتيب خروجه من المدينة، و قد حاول ان يجبره علي تغيير رأيه، و مبايعة يزيد ليسجل بذلك موقفا لدي سيده الجديد و قد قال فيما قاله له:

(و الله لا تفارقني أو تبايع ليزيد صاغرا، فانكم آل أبي تراب قد اشربتم بغض آل ابي سفيان، و حق عليكم ان تبغضوهم، و حق عليهم ان يبغضوكم).


و كأنه اراد بقوله الاخير ان سبب بغض آل البيت عليهم السلام لآل ابي سفيان هو استئثار هم (بالخلافة دونهم)، فكأنهم حسدوهم علي ذلك، و كأن آل ابي سفيان ابغضوهم لحسدهم؟ و كان قمينا بمن يعرف مروان ان يفهم منه ذلك. و قد اجاب الحسين عليه السلام مروان قائلا:

(اليك عني فانك رجس، و انا من أهل بيت الطهارة الذين انزل الله فيهم علي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا)، و اضاف: ابشر يا بن الزرقاء بكل ما تكره من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم يوم تقدم علي ربك فيسألك جدي عن حقي و عق يزيد...) [1] .

و كان مروان كثيرا ما يتعرض لآل البيت عليهم السلام و للامام الحسن عليه السلام علي وجه الخصوص بالشتيمة و السباب و البهتان. فكان صبر الامام عليه السلام عليه و سماحته معه مضرب المثل، الا ان حظه مع الحسين عليه السلام لم يكن كما كان معه اخيه الزكي عليه السلام، فكان الحسين عليه السلام يتصدي له بشدة و يعنفه و يوبخه و يذكره بمركزه من الاسلام و من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، و قد حدث احدي المرات...

(ان مروان سب الحسين بن علي رضي الله عنهما و كرم الله وجهيهما سبا قبيحا حتي قال: و الله انكم أهل بيت ملعونون! فغضب الحسين و قال: لئن قلت هذا فوالله، لقد لعنك الله علي لسان نبيه صلي الله عليه و آله و سلم، و انت في صلب ابيك، فسكت مروان). [2] .

و لعله كان يتوقع ان يكون رد الحسين عليه السلام رفيقا كرد اخيه عليه السلام الا انه فوجي ء به يذكر امامه حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي لم يكن يخفي عن أحد من المسلمين.


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] تطهير الجنان، ص 63.