بازگشت

حقد معاوية التاريخي علي مدينة الرسول


علي ان ثقل المعارضة الحقيقي الذي احتمله يزيد، هو حيث يوجد الامام الحسين عليه السلام، و هو امر توقعه معاوية قبله، و لم تكن المدينة المنورة لتقل في معارضتها للحكم الاموي (و خصوصا حكم يزيد) عن الكوفة، و ربما كان ذلك بسبب وجود الامام الحسين عليه السلام هناك قبل خروجه الي مكة ثم الي العراق، و قد سجلت المدينة ملحمة رائعة بمواجهة حكم يزيد، قدمت فيها تضحية رائعة لا تزال تذكر بكل اعتزاز، رغم محاولات التعتيم الاموية علي ثورتها التي قمعت بشراسة منقطعة النظير من قبل اعوان السلطة.

و كانت لمعاوية وصية اخري بشأن المدينة ايضا، و ربما كان يضمر حقدا خاصا علي اهلها لمواقفهم المشهودة في نصرة الاسلام و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و اهل البيت، و قد جعل منهم بنظر أهل الشام قتلة و متمردين علي عثمان، و حملهم مسؤولية ما حل به، و توقع بناء علي مواقفهم من الانحراف الاموي و صلابتهم، ان يثوروا ثورة مسلحة بوجه خليفته يزيد، و قد اوصاه ايضا كما سنوضح ذلك عند الحديث عن واقعة الحرة التي كانت احدي النتائج المباشرة لثورة الحسين عليه السلام ان يرميهم بمسلم بن عقبة، احد سفاحية المشهورين الذي كان يري معاوية الهه و مثله الاعلي، و كان يحقد علي أهل المدينة و يتمني لو اتيحت له فرصة التنكيل يهم و شرب دمائهم.

ان من الثابت لدي عموم المؤرخين و حتي اولئك المتحيزين الي النظام الاموي انه كانت هناك مخاوف حقيقية لدي معاوية من المدينة تساوي تلك التي كان يشعر بها من الكوفة، و كان يدرك ان قوة هذين المصرين قد تطيح بالعرش الاموي اذا ما كانتا تحت قيادة واحدة مثل قيادة الحسين عليه السلام، وذلك ما افضي به الي يزيد كما رأينا، و كما كشفت عنه و سائله التي اتبعها لاخضاع المدينة و الكوفة لامر استخلاف يزيد، و كما اصبح هاجس يزيد فيها بعد، و رأي ان من الاولويات ان يطمئن الي استقرار الاوضاع لصالحه فيهما.