بازگشت

الاضاليل الاعلامية الأموية التي تضمنتها الوصية


و مما يثير الاستغراب في هذه الوصية دعوته يزيد الي الرفق بالحسين عليه السلام ان هو خرج عليه، و قوله له:

(... و اما الحسين بن علي فان أهل العراق لن يدعوه حتي يخرجوه، فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ماسة و حقا عظيما). [1] .


و ربما كان ما جاء فيها بخصوص الحسين عليه السلام موضوعا اريد منه تبرئة معاوية مما لحق بالحسين عليه السلام علي يد يزيد، مع ان مصادر التاريخ الاخري روت لنا انه اوصي بتأمير عبيدالله بن زياد المعروف بحقده علي آل البيت عليهم السلام و قسوته المتناهية تجاه اعداء الدولة الاموية، اذا ما رأي يزيد تحرك الحسين عليه السلام نحو العراق، فمعاوية كان الرأس المدبر الاول لمجزرة الطف.

أريد من خلال هذه الوصية اشعار الامة بان الحسين عليه السلام لم يرفض يزيد الا لأنه كان يريد الامر لنفسه، و ان الامر برمته لم يكن سوي امر سلطان أو ملك يتنافس عليه ابناء اولئك (المتنافسين) الاوائل، و فيه ايحاء قوي و محاولة و اضحة لتضليل الامة، و جعلها تعتقد بان يزيد ليس ادني من الحسين منزلة، و ان الحسين عليه السلام كان يريد منذ البداية الدعوة الي نفسه، مع انه لم يفعل ذلك، و كان الشي ء الوحيد الذي اصر عليه منذ عهد معاوية هو رفض مباعة يزيد تحت اية ذريعة و في اي ظرف.

و لعل النص التالي من وصيته:(و اما الحسين بن علي فانه رجل خفيف، و ارجو ان يكفيكه الله بمن قتل اباه و خذل اخاه، و ان له رحما ماسة، و حقا عظيما، و قرابة من محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و لا أظن أهل العراق تاركيه حتي يخرجوه، فان قدرت عليه فاصفح عنه، فاني لو اني صاحبه عفوت عنه) [2] يكاد يفصح عن تناقض واضح، و يكاد يعبر الجزء الاول منه عن رغبة معاوية القوية بأن يكفي الله يزيد من الحسين عليه السلام بمن قتل اباه و خذل اخاه و ان يلق نفس المصير الذي لقياه، و لعله كان يتحرق شوقا لليوم الذي يري فيه هو أو ولده يزيد الحسين عليه السلام و هو يلقي مصير أميرالمؤمنين و الحسين عليهم السلام. [3] .

فكيف يقدم من يتحرق شوقا لرؤيه عدوه مقتولا علي توصية خليفته للرأفة به و الصفح عنه؟

ان ما اريد به في هذه الوصية، و في كل اقوال معاوية، هو تأكيد منافسة الحسين عليه السلام لسلطان يزيد فيما بعد، كما سنري بعون الله، و كما اكدته الوقائع و الاحداث.



پاورقي

[1] الطبري 360 / 3، و کان هو السبب الأول و الأخير في قتله عليه‏السلام، و ربما کان معاوية يعد نفسه منتصرا في المعرکة معه، استنادا الي ما آمن به من قيم جاهلية لم تعتمد سوي المصلحة الشخصية، و لم تر في الاسلام سوي غطاء تتستر به لتنفيذ مآربها و طموحاتها.

[2] المصدر السابق.

[3] المصدر السابق.