بازگشت

مهمات عاجلة أمام يزيد بعد وفاة معاوية


كانت امام يزيد بعد وفاة معاوية مهمات سريعة رأي ان عليه ان ينجزها قبل ان تتراكم عليه ما احتمله من مشكلات و عوائق امام توطيد سلطانه و عرشه. و كان يدرك ان رصيده لدي الامة اقل بكثير من رصيد ابيه، كما ذكرنا ذلك من قبل. فهو مكشوف امامها، و لم يكلف نفسه عناء التستر أو اخفاء أعماله المشينة، و لم يكن يملك من الدهاء و المكر و (الحصافة) ذلك القدر الذي امتلكه والده من قبل، لانه لم يجد ما يدعوه الي ذلك، و وجد امامه وضعا ممهدا و عرشا جاهزا و امة مستسلمة مطيعة، و ما عليه الا ان يجلس فوق ذلك العرش و يجني ثمار سعي ذلك الاب الكاد الكادح قرابة اربعين عاما لكي يمهد له و لمن يأتي بعد الامر.

و لم يكن يزيد بحاجة الي ذكاء كبير ليدرك ان ما قاله ابوه له كان حقا هذه المرة، و انه قد اعترف بحقيقة مساعيه لاخضاع الامة لولده و بنيه من بعده، و جعل مكاسبها لقمة سائغة له (يا بني اني قد كفيتك الرحلة و الرتحال، و وطأت لك الاشياء و ذللت لك الاعداء، و اخضعت لك اعناق العرب، و جمعت لك من جمع واحد).