بازگشت

خطوات علي طريق التنفيذ قتل الامام الحسن بالسم و محاولة تحجيم الامام


و كانت مهمة ابعاد الامامين احسن و الحسين عليه السلام من الساحة تشكل الخطوة

الرئيسية الاولي التي تتيح له التقدم لانجاز مهمته بنجاح، و قد اقدم بفعل مباشر و بايعاز شخصي علي رشوة زوجة الامام عليه السلام التي دست له السم، و هذا نص رسالته الي جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي زوجة الامام: (انك ان احتلت في قتل الحسن وجهت اليك بمائة الف درهم و زوجتك من يزيد). [1] .

و قد نفذت المهمة و طلبت منه انجاز وعده فوفي لها بالمال و ارسله اليها مع رسالة يقول فيها: (اننا نحب حياة يزيد، و لولا ذلك لوفينا لك بتزويجه). [2] .

و حاول ان يشجع علي تكوين مراكز قوي متضاربة و متنافسة داخل البيت الهاشمي لاضعافه و استثمار عداوة ابنائه فيما بينهم، كمحاولته تشجيع عبدالله بن


عباس لمنافسة الامام الحسين عليه السلام، و لما يكد يمضي وقت طويل علي وفاة الامام الحسن عليه السلام، و قد قال له: (يا ابن العباس، اصبحت سيد قومك من بعده) [3] .

و معني ذلك انه ابدي استعداده لدعم هذه السيادة اذا ما وافق ابن عباس علي ذلك، و قد فوت عليه ابن عباس ذلك قائلا: (اما ما ابقي الله اباعبدالله الحسين فلا) [4] .

كان معاوية يدرك ان الامام الحسين عليه السلام يمثل القوة الوحيدة المؤهلة لا يقاف مخططه، و هو الوحيد الذي يمكن ان تجتمع عليه الامة و ترضاه خليفة لجده صلي الله عليه و آله و سلم و ابيه عليه السلام، فعمل علي ايجاد مناسفين له يمكن القضاء عليهم فيما بعد و لا يشكلون خطورة كبيرة علي نفوذ عائلته. كما حاول مراقبته و تهديده اذا ما حاول القيام باي نشاط ضد الدولة الاموية، و اذا ما شجع علي أي نشاط لاية قوي معارضة اخري تؤيده كما سنري بعون الله. الا ان الامام الحسين عليه السلام فوت الفرصة علي معاوية، و منع مؤيديه و كل من يميل اليه من القيام بأي نشاط علني لأن ذلك يعطي لمعاوية (العذر) لاستئصالهم و استئصال آل البيت دون ان يلقي مقاومة من الامة التي استدرجها للذل و الاستسلام و الجهل، و سيبرر مواقفه امامها الي الحد الذي قد يمكن ان يجعلها تناسهم الي الابد، و ربما يعلن و يسفر عن وجهه حتي ضد الاسلام و ضد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بحرب معلنة مكشوفة الاهداف و الدوافع، و الضرر في ذلك سيقع ضد الرسالة و ضد المسلمين كلهم، و هذا ما ادركه الامام عليه السلام و لم يتح لمعاوية تمرير مخططه و انتظر الفرصة المناسبة لكشفه و تعرية النظام الاموي الفرعوني برمته.


پاورقي

[1] مروج الذهب، المسعودي 5 / 3.

[2] مروجالذهب، المسعودي 5 / 3.

[3] الامامة و السياسة 1 /175.

[4] الامامة و السياسة1 /175.