بازگشت

من نتائج الجولة الأولي قناعة معاوية بامكان اتمام البيعة


لم تكن تلك الجولة الاولي من حملة التمهيد لاستلام يزيد زمام قيادة الامة

الاسلامية غير ذات فائدة، فقد جس بها معاوية نبض الامة و عرف مدي استعدادها لمسايرته، كما اراد استفزاز القوي المعارضة و غير المؤيدة ليضعها بمواجهة حقيقية معه هو، بما يملكه من قوة قد لا تتاح ليزيد اذا ما استلم السلطة، كما انه وضع الامويين و اعوانهم امام مخاوف حقيقية من احتمال انتقالها منهم ليكونوا كبقية ابناء الامة المسلمة لا يتمتعون بأية امتيازات استثنائية، و لوح لهم بما كاد يحدث لهم لو ان أميرالمؤمنين عليه السلام تغلب عليه. انه جعل خلافة يزيد امرا محتملا قابلا للحدوث و اسكت كل الاصوات المعارضة و حاول ان يعرض اجمل صورة للقائد المرتقب باعتبار انه الوحيد الذي يمكن ان يحقق مصالح الامة و يضمن وحدتها، و علي هذين الاساسين فقط استمر في حملته فيما بعد، اما المزايا الاخري التي تظاهر بها هو و طبل و زمر له بها مجموعة من الحواة و المشعوذين و الدجالين، كصحابي جليل تفرد بمزايا و صفات لم تتح لاحد آخر، و اختصه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بما لم يختص به أحدا سواه، فلم ير جدوي من


استعمالها بحق يزيد، اذ لم تتح ليزيد باستهتاره المعلن و حماقته الفاضحة، الفرصة لذلك. لذلك فان المصلحة و الخوف من الفتن هما الامران الوحيدان اللذان لوح بهما معاوية للامة و شايعة علي ذلك نفس النفر الانتهازي النفعي الذي دعم عرشه في السابق و سار بركابه. ان الفترة الواقعة بين المؤتمر الاول الذي عقده معاوية لبيعة يزيد في الشام و الذي حضرته وفود الامصار برغبة منه و بايعاز مباشر الي ولاته، و هو قبل سنة 50 للهجرة، و بين الحملة الثانية التي قام بها و زار فيها مكة و المدينة قضاها بعمل دؤوب لاكمال هذه المهمة فكان ( يعطي المقارب و يداوي المباعد و يلطف يه حتي استوثق له اكثر الناس و بايعه، فلما بايعه أهل العراق و الشام سار الي الحجاز) [1] .


پاورقي

[1] ابن‏الاثير 3 /353.