بازگشت

يزيد بن معاوية يستعرض نفسه و يشهد لأبيه


و قبل ان نتحدث عن يزيد و نشير الي انطباعات معاصريه عنه و شهاداتهم بحقه لنستمع الي شهادته هو عن نفسه، فعندما مات معاوية وافضي الامر اليه:

(أدخل منزله فلم يظهر للناس ثلاثا، فاجتمع ببابه أشراف العرب و وفود البلدان و امراء الأجناد لتعزيته بأبيه و تهنئته بالأمر، فلما كان في اليوم الرابع، خرج اشعث اغبر، فصعد المنبر فحمدالله و اثني عليه...؟ ثم قال؛ ان معاوية كان حبلا من حبال الله؛ مده الله ما شاء ان يمده، ثم قطعه حين شاء ان يقطعه، و كان دون من كان قبله و خير من بعده، ان يغفر الله له فهو أهله، و ان يعذبه فبذنبه، و قد وليت الامر بعده، و لست اعتذر عن جهل و لا اشتغل بطلب علم، فعلي رسلكم، فان الله لو اراد شيئا كان...) [1] .


وقد روي ابن كثير الخطبة بشكل آخر مشابه لما اورده المسعودي و قد جاء فيها:

(.. ان معاوية كان عبدا من عبيدالله أنعم الله عليه ثم قبضه اليه رهو خير ممن بعده و دون من قبله و لا ازكيه علي الله عزوجل فانه أعلم به، ان غفر عنه فبرحمته، و ان عاقبه فبذنبه. و قد وليت الامر من بعده، و لست آسي علي طلب، و لا اعتذر من تفريط، و اذا اراد الله شيئا كان، ثم قال: و ان معاوية كان يغزيكم في البحر و اني لست حاملا احدا من المسلمين في البحر، و ان معاوية كان يشتيكم بأرض الروم و لست مشتيا أحدا بأرض الروم، و ان معاوية كان يخرج لكم العطاء اثلاثا و انا اجمعه لكم كله). [2] .

و لا تهمنا شهادته هنا عن والده معاوية، فلسنا نلمس فيها ثقة اكيدة بسداد مواقف و اعمال ذلك الاب الذي وفد علي ربه، و كانت كل مزاياه انه و ان كان دون من كان قبله، الا انه خير من بعده، و من هو بعده..؟ يزيد و اضرابه دون شك، و نحن ان اخذنا هذه الاقوال من باب الظن بقائلها حسن الخلق و التواضع، فاننا لا نستطيع ان نفعل ذلك مع يزيد، فان الشي ء المؤكد انه لم يكن يمتاز بهما ابدا.

كان بوصفه ذلك لمعاوية، يعيد اقوال معاوية نفسه، بانه كان دون من قبله و افضل ممن سيجي ء بعده، و كأن المسألة برمتها يقصد منها التمهيد لقبول الامر الواقع المتدني، فاذا ما فكر امرؤ بعدم لياقته للخلافة لانه لا يتمتع بالمزايا التي تمتع بها من كانوا قبله، و انه اقل التزاما منهم حتي بالامور المظهرية الشكلية، فانه يذكر ان اولئك الذين جاءوا قبلا قد اعجزوا غيرهم، و انهم كانوا حالة خاصة استثنائية فريدة، ما دام احد لا يستطيع الوصول الي مستواهم، اراد اقرار هذا كحقيقة.. و اراد ان يقبلوه علي علاته، و ان لا يسألوا عنه و لا يطلبوا منه ان يكون كمن كان قبله من الخلفاء.

فقد قال معاوية عند استخلافه:

(ما أنا بخيركم و ان منكم لمن هو خير مني، و لكن عسي ان اكون انفعكم ولاية و انكأكم في عدوكم و أدرككم حلبا) [3] .

فهو يشير الي حقيقة انه اقل من غيره، لكنه هنا يلوح لهم بالمنافع التي


سيجنونها منه و يعرض عليهم الرشوة مقابل قبولهم له، كما لوح لهم يزيد بعد ذلك ايضا ببعض [المنافع] و الامتيازات مثل عدم حمل احد علي الغزو في البحر أو قضاء الشتاء بأرض الروم، أو دفع العطاء لهم مرة واحدة بعد ان كان يدفع لهم بأقساط ثلاثة، كما رأينا في خطبته الاولي بعد وفاة معاوية، كما ان آخر خطبة خطبها معاوية تشير الي هذا المعني نفسه:

(... و اني وليتكم و لن يليكم احد بعدي خير مني و انما يليكم من هو شر مني، كما كان من وليكم قبلي خيرا مني) [4] .

و قال:

«و لقد رميت نفسي علي عمل ابن أبي قحافة فلم اجدها تقوم بذلك و لا تقدر عليه، و اردتها علي عمل ابن الخطاب فكانت اشد نفورا و اعظم حربا من ذلك، و حاولتها علي مثل سنيات عثمان فأبت علي. فأين مثل هؤلاء؟ و من يقدر علي اعمالهم؟ هيهات ان يدرك فضلهم احد من بعدهم، غير اني سلكت بها طريقا لي فيه منفعة و لكم فيه مثل ذلك و لكل فيه مؤاكلة حسنة و مشاربة جميلة ما استقامت السيرة و حسنت الطاعة. (فان لم تجدوني خيركم فانا خير لكم) [5] ، و قال: (فاقبلونا بما فينا فان ما وراءنا شرتكم، و ان معروف زماننا منكر زمان مضي، و منكر زماننا معروف زمان لم يأت) [6] .

و قال ايضا:

(ان ابابكر رضي الله عنه لم يرد الدنيا و لم ترده، و اما عمر فارادته و لم يردها، و اما عثمان فنال منها و نالت منه، و اما انا فمالت بي و ملت بها، فهي امي و انا ابنها، فان لم تجدوني خيركم فأنا خير لكم). [7] .

و عندما يعيد يزيد هذه المقولة المنتقاة بعناية و خبرة، فانه يستمر بوضع هذه الصيغة التنازلية لسلوك الحاكم (المسلم)، فمادام ابوه معاوية قد صرح بأنه لم يكن


خيرا ممن كان قبله، و مع ذلك فانه قد (نجح) في حكمه الي حد بعيد و اخضع الناس و ساسهم سياسة (حكيمة رشيدة) تقوم علي [حلمه] و اسلوبه في العطاء و توزيع الرشاوي، و امضي بقية حياته بعيد اغتيال أميرالمؤمنين عليه السلام وادعا بين احضان أهل الشام و عموم المسلمين، و (استقر) الوضع في عهد فهل لأحد ان يطلب دليلا اكثر من ذلك يؤكد علي استقرار الدولة الاموية و صلاحها و كفاءتها؟.

و ها هو يزيد يعيد نفس تصريحات ابيه، و لكن ليضيف اليها امورا اخري علي الجيمع ان يعتبروها امرا واقعا ليس لهم ان يتساءلوا عنه في المستقبل، و اذ انه سيحاسب عليها و لن يتساهل مع اولئك الخائضين بها، لانه بينها منذ البداية، فلم يعترض احد عليه، فها هو و قد اعلن انه الخليفة الجديد بعد ابيه يقول لهم صراحة:

(.. لست اعتذر عن جهل و لا اشتغل بطلب العلم) أو (و لست آسي علي طلب و لا اعتذر من تفريط).

فهو هنا لا يريد ان يقول: و لست اعتذر عن جهل أو تفريط مضي و سوف اشتغل بطلب العلم، و انما يصر علي قبولهم المطلق به حتي و هو مصر علي جهله المطبق باحكام الاسلام و عزمه علي الايغال بهذا الجهل، مع انه ينبغي ان يكون اكثر الناس علما و فهما بالشريعة التي يدعي تمثيلها و قيام حكومته علي اساسها. و اذا ما اباح جماعة لانفسهم الاعتراض علي ذلك، فكيف يحكم امة الاسلام من لا يعرف الاسلام و لا يريد ان يعرفه، فهو يجيبهم مسبقا و هو يعلم انهم لا يجرأون علي الرد عليه لانه كان في غمرة حزنه علي ابيه اشعث اغبر:

(فعلي رسلكم فان الله لو اراد شيئا كان).

و هذه الكلمة الاخيرة لا تدل علي وعي و فهم لطبيعة القدرة الالهية الحكيمة العادلة، و انما تدلل علي ضبابية في التفكير و التصور، و عدم فهم للاسلام نهائيا، و ان الامر برمته لا يعدو ان يكون بمشيئة الهية مجردة لا تجري سننها و نواميسها وفق ارادة الانسان و تصرفاته و استجابته الواعية لدين الله القويم و احكامه و تشريعاته، و كأن الحكمة الالهية شاءت ان يصل الامر الي يزيد، لان مصلحة الامة في ذلك، و كأن معاوية لم ينتزع الامر من اصحابه الشرعيين علي رغم الامة بعد ان استدرجها و انحرف بها و جعلها شيعا و طوائف و احزابا، و انها وصلت الي حالها المزرية تلك بعد ان تخلت بعد مدة قصيرة عما سبق ان نادت به وضحت من اجله.


و لو ان شخصا اراد اشغال وظيفة حكومة بسيطة محدودة الاهمية قليلة الراتب، تقدم و سئل عن مؤهلاته قبل منحه هذه الوظيفة، و اجاب بنفس هذا الجواب الذي اجاب يزيد به الأمة و هو يستعد لتولي زعامة المسلمين، و خلافة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أكان يقبل في هذه الوظيفة المحدودة؟

هل كان يزيد يتحدي الامة و هو يجيبها بهذا الشكل المستفز المثير؟

بالتأكيد لم يكن ليجرؤ علي ذلك لو كان يعلم ان جوابه هذا سيثيرها أو يستفزها. و لكنه علم ان الامر ممهد له، و ان الانحراف قد بلغ مداه، و انها قد سقطت مستسلمة له. و ربما جاء من يقول من بعده: كان يزيد خيرا مني، بل كان من اخيار الامة و امامها الشرعي المتفق علي امامته، و ان كان من سيأتي بعد يزيد ليس بحاجة الي مثل هذه التصريحات اصلا.

لقد وصل الأمر الي هذا الحد فعلا، الي حد مطالبة عبيدالله بن زياد بالخلافة لنفسه في البصرة بعد وفاة يزيد، و استخلاف نماذج متدنية مشابهة ليزيد فيما بعد كالوليد و يزيد ابني عبدالملك و اضرابهما.

لقد بلغ الانحراف مداه الاخير اذا، و لو لم يكن كذلك لما بلغت الجرأة بيزيد الي حد عرض نفسه بهذه الصورة قبل مباشرة مهماته (خليفة و اماما و قائدا للمسلمين).

لقد اظهر يزيد نفسه مكشوفا امام الامة، و كان يعلم انها تعرف عنه كل شي ء، فليس هو بالشخصية المغمورة، و لم يكلف نفسه عناء اخفاء تصرفاته و شذوذه،

(كان يزيد صاحب طرب و جوارح و كلاب و قرود و فهود و منادمة علي الشراب). [8] .

فهذا شائع و معروف قبل تنصيبه، اما بعد ذلك فقد اتسع الخرق،

(و غلب علي اصحاب يزيد و عماله ما كان يفعله من الفسوق، و في ايامه ظهر الغناء بمكة و المدينة و استعملت الملاهي، و اظهر الناس شرب الشراب، و كان له قرد يكني بأبي قيس يحضره مجلس منادمته، و يطرح له متكئا و كان قردا خبيثا، و كان


يحمله علي اتان و حشية قد ريضت و ذللت لذلك بسرج و لجام، و يسابق بها الخيل ايام الحلقة...) [9] .

لقد كان يزيد يريد ان يتباهي بقدرات استثنائية ربما مقابل تلك التي يتمتع بها اعداؤه من آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم علي وجه الخصوص، و ان يقوم باعمال خارقة لم يقم بها أحد غيره، و ربما اراد ان يقول انا احسن ما لم يحسنه غيري، و تربية قرد ربما بدت اصعب من تربية انسان، و كان الترف و البطالة و المتملقون المتزلفون، قد أوحوا له بان ما يفعله هو حقا غاية الظرف و انه قد أتي بما لم تأت به الاوائل اذا ما جالس قرده اباقيس ينادمه و ذلل له الخيل ليسابق بها في الحلبة، و ما نظن ان احدا كان مزهوا بعمل مجيد فعله زهو يزيد بهذا العمل، و هو تدريب قرده علي ركوب الخيل و التسابق بها، و لعله (برع) بأعمال (مجيدة) أخري لم يجرؤ احد علي القيام بها في ظل الاسلام. فقد روي:

(ان عبدالله بن حنظلة بن الغسيل قال: والله ما خرجنا علي يزيد، حتي خفنا ان نرمي بالحجارة من السماء، ان كان رجلا ينكح امهات الاولاد و البنات و الاخوات و يشرب الخمر و يدع الصلاة) [10] .

كما ليزيد:

(أخبار عجيبة و مقالب كثيرة من شرب الخمر و قتل ابن بنت الرسول و لعن الوصي و هدم البيت و احراقه و سفك الدماء و الفسق و الفجور و غير ذلك مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه كوروده فيمن جحد توحيده و خالف رسله) [11] .

(و كان سبب خلع أهل المدينة له ان يزيد اسرف في المعاصي). [12] .

و لعل اهم شهادات وردت بحقه هي شهادات آله و أقاربه من بني امية انفسهم، فقد روي عن نوفل بن أبي الفرات قوله:


(كنت عند عمر بن عبدالعزيز، فذكر رجل يزيد، فقال: قال أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية، فقال: تقول: أميرالمؤمنين؟ و أمر به فضرب عشرين سوطا) [13] .

و حتي هو نفسه، و حتي والده معاوية لم يستطيعا اخراج كلمة تروي فضلا أو مأثرة له أو علما، ان مسألة تعيينه [خليفة] كانت تعد اكبر مهزلة تعرض علي المسلمين باعترافه هو و اعتراف ابيه ايضا فقد روي:

(ان يزيد بن معاوية قال لمعاوية في يوم بويع له علي عهده فجعل الناس يمدحونه و يقرظونه: يا أميرالمؤمنين؛ و الله ما ندري انخدع الناس ام يخدعوننا، فقال له معاوية: كل من اردت خديعته فتخادع لك حتي تبلغ منه حاجتك فقد خدعته) [14] .

غير ان الامر الذي رآه يزيد، و رآه معاوية قبله هو ان كل شي ء يمكن ان يشتري و يمهد له بالرشوة و العطاء، هذا ما استبان لنا من خطابه الاول و عروضه علي أهل الشام، كما استبان لنا ما كان يفعله ابوه من قبل.

و سنعود الي هذه الشهادات بحق يزيد، و سنجد انها لم تصدر جميعها عن اناس يكنون له الكره لما اقترفه بحق الاسلام، بل ان معظمها صادر عن اناس يمتون اليه بصلات حميمة و يكنون له الود و الحب.

اما ما قام به في مذبحة كربلاء و قتله الامام الحسين (ع) و اصحابه، و قتله أهل المدينة و استباحتها و رمي الكعبة بالمنجنيق، فهذا ما سنترك الحديث عنه الآن، و سيكون من شأن استعراضه ان يجعلنا ندرك ابعاد الشخصية التي تزعمت المسلمين و تسلطت علي رقابهم و مقدراتهم.

(قال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا ابن عائشة عن ابيه قال: كان يزيد في حداثته صاحب شراب يأخذ مأخذ الاحداث، فأحس معاوية بذلك، فأحب ان يعظه برفق فقال: يا بني ما اقدرك علي ان تصل الي حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك و قدرك و تشمت بك عدوك و يسي ء بك صديقك.. ثم قال: يا بني اني منشدك ابياتا، فتأدب بها و احفظها، فأنشده:




أنصب نهارا في طلاب العلا

و اصبر علي هجر الحبيب القريب



حتي اذا الليل أتي بالدجي

و اكتحلت بالغمض عين الرقيب



فباشر الليل بما تشتهي

فانما الليل نهار الأريب



كم فاسق تحسبه ناسكا

قد باشر الليل بأمر عجيب



غطي عليه الليل استاره

فبات في أمن و عيش خصيب



و لذة الأحمق مكشوفة

يسعي بها كل عدو مريب) [15] .



فمعاوية هنا لا يستنكر تهتك يزيد و اباحيته، و هو يبيح له ذلك، و يري انه امر طبيعي لشاب موفور الثراء و الشباب مثله، غير انه كان حريصا علي ان لا يجاهر بذلك امام المجتمع الذي كان يعده لاستقباله [خليفة] و [اميرا للمؤمنين]، و ما نحسب الا ان هذه [النصائح] تعبر بشكل جلي عن فلسفة معاوية في الحياة و الاخلاق و في كل شي ء، فحياة الليل و الظلام جديرة بتنفيذ خططه الشيطانية و الاعيبه السرية بعيدا عن عيون الناس و مراقبتهم، فهو يعيش في مجتمع اسلامي، بل ويتزعم هذا المجتمع و يحكم باسم الاسلام، فكيف يستطيع ان يفعل علنا ما لا يمكن ان يقبله هذا المجتمع، غير ان يزيد لم يكن يريد ان يكلف نفسه عناء التستر، و لو للافادة من ذلك و استثماره امام الناس أو علي سبيل الاخذ بالحديث الشريف المنسوب الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كما ذكر ابن كثير:

«من ابتلي بشي ء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله عزوجل» [16] ، و يبدو ان معاوية قد استفاد كثيرا من هذا الحديث علي فرض صحته، اما يزيد فلم يكلف نفسه عناء ذلك.


پاورقي

[1] مروج الذهب ج 80 / 2.

[2] البداية و النهاية 137 - 146 / 8.

[3] البداية و النهاية 137 - 146 / 8.

[4] البداية و النهاية 144 / 8.

[5] المصدر السابق 132 / 8.

[6] العقد الفريد 83 - 82 / 4.

[7] العقد الفريد 365 - 364 / 5.

[8] العقد الفريد 82 / 5.

[9] المصدر السابق.

[10] الصواعق المحرقة، احمد بن حجر الهيتمي، تحقيق عبدالوهاب عبداللطيف، شرکة الطباعة الفنية / القاهرة ط 1965 / 2 ص 221 و تاريخ الخلفاء ص 195.

[11] العقد الفريد 87 / 5.

[12] تاريخ الخلفاء 195.

[13] المصدر السابق 194.

[14] الکامل للمبرد 87 / 2.

[15] ابن‏کثير 231 / 8.

[16] البداية و النهاية 231 / 8.