بازگشت

تحصين الأمة ضد الانهيار.. مهمة دائمة لأهل البيت


و قبل أن نختتم هذا القسم من هذا الفصل، ينبغي علينا أن نعلم مما استقرأناه من الحوادث التاريخية التي عاشها الامامان أميرالمؤمنين و الحسن عليه السلام ان أميرالمؤمنين كان يؤكد علي حقه في استلام منصب الخلافة لتتسني له حرية التحرك


بطلاقة و مرونة لا كمال نفس مسيرة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم في مطلع حياة الدولة الاسلامية.. و حينما لم تتح له هذه الفرصة، و حجب منصب الخلافة عنه بفعل الظروف التي تكلمنا عنها.. كان عمله منصبا علي حفظ التجربة و منعها من الانحراف و السقوط، و اعطاءها بعدا آخر من خلال وقوفه كطرف مقوم ناقد، و شاهد علي عصره، و قد أراد الأمة أن تقف نفس موقفه و هي خارج السلطة، لا ضمن الجهاز الحاكم، و أداء دورها المقوم الناقد، كما يفعل هو عليه السلام.

ان (الخط الثاني الذي عمل عليه الأئمة هو خط تحصين الأمة ضد الانهيار بعد سقوط التجربة و اعطاؤها من المقومات القدر الكافي لكي تبقي و تقف علي قدمها و تعيش المحنة بعد سقوط التجربة بقدم راسخة و بروح مجاهدة و بايمان ثابت) [1] .

و كان عمل الامام الحسن عليه السلام يمتد بنفس هذا الاتجاه الذي قام عليه عمل والده عليه السلام من قبل، و مع أنه - بعد استشهاد أميرالمؤمنين عليه السلام - لم يعش فترة طويلة من الصراع ضد معاوية، و استطاع هذا الأخير بما كان قد مهد له من قبل، الاستيلاء علي السلطة بشكل رسمي و معلن، فان الامام الحسن عليه السلام أراد أن يظل دوره مستمرا في قيادة الأمة لتحصينها من خطر معاوية و بقائها علي موقفها الراصد المقوم الناقد، و لم يرد لها أن تتخلي عن رسالتها الي الأبد بفعل بعض عوامل الاحباط التي مرت بها.

و قد استمر بمهمته القيادية حتي بعد الصلح مباشرة و استمر بها الي نهاية حياته عليه السلام.

و قد أكد علي حق آل البيت في الخلافة قبل أن يتوجه من الكوفة الي المدينة، و ألقي خطبة مؤثرة حث فيها الناس علي الالتزام بخط آل البيت. و قد جاء فيها: (يا أهل الكوفة، اتقوا الله في جيرانكم و ضيفانكم، و في أهل بيت نبيكم صلي الله عليه و آله و سلم الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا) [2] .


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] الطبري 169 - 3.