بازگشت

اعتراف أموي بالفضائل العلوية


و حتي عدوه اللدود معاوية اعترف - لكن بمجلس خاص - بفضائل آل البيت، و يبدو من تصريحه أنه كان متيقنا من هذه الفضائل، لكن ما يفعل رجل مثل معاوية أمام اغراءات طويلة عريضة تتاح له و قد حان قطافها و أكلها.. فقد روي (العتبي عن أبيه: أن عتبة بن أبي سفيان قال: كنت مع معاوية في دار كندة، اذ أقبل الحسن و الحسين و محمد، بنو علي بن أبي طالب، فقلت: يا أميرالمؤمنين ان لهؤلاء القوم أشعارا و أبشارا و ليس مثلهم كذب، فاذا قاموا فذكرني بالحديث، فلما قاموا، قلت يا أميرالمؤمنين، ما سألتك عنه من الحديث؟ قال: كل القوم كان يعلم و كان أبوهم من أعلمهم) [1] .

و طبيعي أن معاوية ما كان يحب لشهادته هذه أن تذيع بين المسلمين بحق علي و آله، و لم يطلع عليها الا أخاه عتبة مطمئنا الي كتمانه و صمته و انحيازه اليه.

ان بحثنا هنا ليس ترجمة كاملة للحسن عليه السلام و تناول كل جوانب حياته و أبعاد شخصيته العظيمة، فذلك ما لا يتمكن منه باحث واحد، غير أنه ينصب علي الظروف التي دعته لمصالحة معاوية و التنازل عن حقه في الخلافة و هي المسألة التي - كما قلنا - أثارت جماهير واسعة من المسلمين و جعلتهم بين مؤيد له و معارض. لأن ملابساتها


لا يمكن أن تحل الا علي ضوء فهم توجهات و تصورات و طموحات الامام نفسه، و هذا ما نحاوله في هذا البحث الموجز.


پاورقي

[1] العقد الفريد 35 - 5.