بازگشت

من هو الولي و الامام


اننا في معرض تبيان وحدة مواقف الأئمة عليه السلام، و هم في هذا البحث هنا، أميرالمؤمنين و ولداه الحسن و الحسين عليه السلام، لا بعد أن نتعرف علي نمط تصوراتهم و أفكارهم و فهمهم للاسلام بشكل عام و الخلافة بشكل خاص، و تقييمهم للأوضاع التي كانت تمر بها الأمة في ذلك الوقت أيضا.


و قد تعرفنا الي موقف اميرالمؤمنين عليه السلام من هذه المسائل، و رأينا كيف كان يتعامل مع المتغيرات التي مرت بها الأمة الاسلامية و كيف كان ينظر الي الخلافة، لا علي أنها مغنم شخصي و حق موروث مجرد، و لكن: علي أنها مسؤولية قيادة الأمة و تربيتها عن نفس النمط الذي قادها و رباها عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. أمة تشع علي البشرية باسلامها و ايمانها و استقامتها، و لا بد لهذا الامام القائد أن يكون نفسه منسجما مع الرسالة، يراها، و يري فيها عظمة الله و قدرته و عدالته و حكمته. متخلقا بأخلاق الاسلام. لا بخيل و لا جاهل و لا جاف و لا حائف للدول و لا مرتش و لا معطل للسنن. و قد أوجز عليه السلام بشأن من يصلح للحكم بعبادات قصيرة، تنسجم و مفاهيم الاسلام الصحيحة. (اللهم انك تعلم أنه لم يكن منا منافسة في سلطان و لا التماس شي ء من فضول الحطام، و لكن لنرد المعالم من دينك و نظهر الاصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك و تقام المعطلة من حدودك. اللهم اني أول من أناب و سمع و أجاب، لم يسبقني الا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالصلاة.

و قد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي علي الفروج و الدماء و المغانم و الأحكام و امامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته و لا الجاهل فيضلهم بجهله و لا الجافي فيقطعهم بجفائه و لا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم و لا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق و يقف بها دون المقاطع و لا المعطل للسنة فيهلك الأمة) [1] .

كان اميرالمؤمنين عليه السلام - انطلاقا من تصوره و فهمه للخلافة و مسؤولياتها - يري أنه بسلام، ما سلمت أمور المسلمين. و مع علمه الأكيد بمؤهلاته و حقه بالأمر، الا أنه أوضح بجلاء أنه لم يكن يريد بخلافته الا أن يقيم ما أقامه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.. و ما دام الأمر قدت خرج من يده، فانه أوضح بجلاء حقه فيه، و أنه قد اغتصب هذا الحق، و ما علي الأمة - و قد حرمت من قيادته الفعلية، الا أن تراقب من يلي أمورها، لترهل أن من أصبح خليفة يقوم بما ينبغي عليه أن يقوم به من واجبات الخلافة.

انه جعل الأمة كلها مراقبة و شاهدة علي من يلي أمرها و شؤونها، و عاملة علي تقويم كل خطأ و انحراف قد يصدر عنهم. (لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري،


و الله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين و لم يكن فيها جور الا علي خاصة، التماسا لأجل ذلك و فضله و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه...) [2] .


پاورقي

[1] المصدر السابق 301 -300.

[2] نفس المصدر، ص 178.