بازگشت

عطاء كيفي غير منضبط بتشريعات الاسلام


و هذا هو بالضبط ما سعي اليه النظام الأموي بقيادة معاوية منذ البداية، فقد حاول استبدال النظام المالي الاسلامي و المرتبط بكل توجهات الاسلام و أخلاقياته بنظام للضريبة و العطاء الكيفي، مستهدفا تحقيق أكبر قدر من (الكسب) للدولة، و موزعا هذا القدر توزيعا يضمن تكدس الأموال في جيوب نسبة ضئيلة من أبناء الأمة، لتبرز بعد ذلك كطبقة مختلفة في معيشتها و سلوكها و تصرفاتها عن مجموع أبناء الأمة. طبقة تجد لها علي الدوام (حقوقا) مكتسبة بحكم خدمتها للدولة و قربها منها. و قد بدأت تترهل و تتضخم و تتخذ شكلا خاصا و آدابا خاصة في السلوك و التعامل و الحياة يتقاطع مع أسلوب الشعب المسلم الذي بدأ يشكل طبقة مستضعفة مسحوقة. كما بدأت تبتعد بشكل عملي عن الاسلام و أخلاقه و قيمه و لم تعد تمتلك سوي الانتماء العلني اليه، و الذي حققت بواسطته و عن طريق الدولة (مكاسب) عديدة علي حساب الأغلبية المسحوقة.