بازگشت

جناية علي كل الأجيال


و لم تكن الجناية بذلك علي الجيل الذي حكمه معاوية و من جاء بعده من الحكام الأمويين و حسب و انما علي كل الأجيال و الي يومنا هذا، بل و علي البشرية كلها. اذ لو استمرت مسيرة الاسلام بشكل صحيح دون معاوية و من هم علي شاكلته من الحكام الآخرين، لكان للاسلام شأن آخر، و لكانت مسيرته قد امتدت لتستقطب البشرية كلها علي أساسه، غير أن الذي حصل أن تلك المسيرة قد لقيت عقبات عديدة كان السبب فيها عدم انتظامها و تصدي أناس غير جديرين لقيادتها و الأخذ بيد أبنائها. و هو موضوع جدير بالدراسة بعيدا عن النظرات المسبقة المتبناة و بعيدا عن السطحية و الاعجاب المنفعل بمن أرادوا أن تنتشر فوق رؤوسهم هالات من النور و يظهروا أمام أبناء الأمة بمظهر المصلحين و المنقذين و العظماء. مع أنهم لم يفعلوا الا أن خربوا ما حاول الاسلام أن يبنيه. ان أي فعل منهم ينبغي أن لا يمر دون النظر بالأسباب الكامنة وراءه و ينبغي أن تكون دراساتنا التاريخية مبنية علي ما أوضحه القرآن الكريم من السنن و القوانين، كما التفت الي ذلك جماعة من علماء الاسلام كالشهيدين الصدر و المطهري و غيرهما.