بازگشت

اين قارون منهم..


و رغم هذا التمادي في التصرف الكيفي بأموال المسلمين، فان معاوية قد يبدو متحفظا و متقشفا اذا ما قيس بمن جاء بعده من (الخلفاء) أمثال هشام و الوليد و أضرابهم. فقد روي أن هشام خرج حاجا فحمل ثياب طهره علي ستمائة جمل) [1] .

و روي أنه كان (يستجيد الخيل، و أقام الحلبة، فاجتمع له فيها من خيله و خيل غيره أربعة آلاف فرس، و لم يعرف ذلك في جاهلية و لا اسلام لأحد من الناس) [2] .

لو يكن معاوية نفسه ليتظاهر بهذا الترف، و لعل الحوادث التي عاشها لم تتح له ذلك، و لم يكن هشام يبلغ هذا المبلغ من الترف المفرط لو لم يكن قد استأثر بأموال المسلمين. و قد يكون الذهب الذي ملكه أكثر من وزن الثياب التي حملها علي الجمال الستمائة و قد يكون أكثر من وزن الجمال أنفسها. فهل هذا و أمثاله من كان ينبغي أن يكون (خليفة) شرعيا لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يستأمنه الله علي خلافة أمته و أرضه.؟ و أية مقاييس أو شريعة اسلامية واضحة سار عليها هؤلاء (الخلفاء)، لكي نقول أنهم أدوا واجباتهم؟ و أي اجتهاد أباح لهم التصرف بأموال الأمة و مقدراتها بهذا الشكل العبثي الكيفي؟.


پاورقي

[1] العقد الفريد 180 - 5.

[2] مروج الذهب 249.