بازگشت

فعل الشيخين ليس سنة


«أعمل بمبلغ علمي و طاقتي»

و قد رفض الامام عليه السلام طلب عبدالرحمن بن عوف رفضا باتا عندما عرض عليه الخلافة مشروطة بهذا الشرط و قال له: «اعمل بمبلغ علمي و طاقتي» [1] بينما استجاب عثمان لطلبه. و قد روي لنا الطبري [2] ان عبدالرحمن بن عوف قال له: (هل أنت يا علي مبايعي علي كتاب الله و سنة نبيه و فعل أبي بكر و عمر؟ فقال: اللهم لا، و لكن علي جهدي من ذلك و طاقتي، فالتفت الي عثمان، فقال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة نبيه و فعل أبي بكر و عمر؟ قال: اللهم نعم).


و قد أعاد عليهما الكرة ثانية في المسجد الكبير أمام المسلمين فأعادا عليه نفس الجواب. ان عليا عليه السلام أدرك أنه اذا ما قبل بشرط عبدالرحمن، فانه يعترف للشيخين بحق التشريع مع أن ذلك أمر لا يمكن أن يكون متاحا الا لمن أرسل الرسالة و هو الله سبحانه و تعالي و رسوله صلي الله عليه وآله وسلم المسدد بوحيه و عزائم أمره و عصمته. و لم تكن اتاحة هذه الفرصة للرسول صلي الله عليه وآله وسلم و خلفائه من آله عليه السلام اعتباطا و بشكل كيفي، و انما علي أساس كتاب الله و أحكامه و وحيه. ان فعل الرسول و أقواله و تقريراته و كذلك خلفاؤه هي ما ينبغي العمل به من قبل المسلمين، لا استثناء لأحد منهم، فما دام الشيخان لم يستطيعا تجسيد كل معطيات الرسالة في كافة المجالات و قد اعترفا بقصورهما و احتمال وقوعهما في الأخطاء كغيرهما، و ما داما لم يبلغا الحد الذي يوصلهما الي العصمة التي يمكن تفسيرها بالمقاييس الاسلامية بأنها (الانفعال الكامل بالرسالة و التجسيد الكامل لكل معطيات تلك الرسالة في النطاقات الروحية و الفكرية و العملية) [3] فانه - و قد تمتع بتلك العصمة لا يستطيع أن يسير خلف من يحتمل خطؤه و يجعل من عمله سنة و شرعة.


پاورقي

[1] المصدر السابق 30 - 5.

[2] الطبري 586 - 2 و ابن الأثير 464 - 2.

[3] أهل البيت (ص - 74).