و لا يهم أن يكون الخليفة من أي البطون

لقد استغل معاوية ما فعله من جاء قبله و سعيهم لحصر الخلافة في قريش و قول الخليفة الأول للأنصار: (لا تدين العرب الا لهذا الحي من قريش) [1] . و عندما استخلف الشيخان أرادت قريش و ممثلها عبدالرحمن بن عوف أن تجعل من سيرتهما بعد وفاتهما سنة لمن يأتي بعدهما و شرطا أساسيا لقبوله كخليفة علي المسلمين. و لا نظن ذلك ينطلق من نظرة الحرص علي الاسلام. فان سيرتهما كانسانين عاديين - و هو ما اعترف به بأكثر من مناسبة - غير ملزمة بأي حال من الأحوال الا اذ كانت مطابقة تماما لسيرة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و الا اذ امتلكا درجة من الوعي تتيح لهما فهم كل أحكام الاسلام و تشريعاته و أسسه بحيث تغنيهما عن الاستعانة بالآخرين في هذا المجال، و هو أمر لم يدعياه لنفسيهما، بل علي النقيض من ذلك: اعترفا بقصورهما في العديد من المجالات.