ان الانحراف هو الابتعاد عن خط الاسلام، مهما أردنا أن نعطي مسميات أخري لهذا الانحراف كما أن أول خطوة للابتعاد عن الاسلام، مهما بدت قصيرة و غير مهمة، تمهد لخطوات أبعد. حتي ليكون خطا التماس عند نهايتهما - بالتالي. اذا ما ابتعدت الشقة عن نقطة الشروع أو نقطة الالتقاء الأولي - قد اتخذ كل منهما مسارا مختلفا.

و لذلك فان هذه الخطوة الأولي تبدو خطرة الي حد بعيد، و ان كان هذا الخطر لا يبدو واضحا للوهلة الأولي.

ان الابتعاد عن أي تشريع أن مبدأ اسلامي مهما كان ضئيلا، يعني الاعتقاد بأن هذا التشريع لا ينسجم مع حياة الانسان أو واقعه، و وضع بديل له يعني رفضه و استبعاده نهائيا و اقحام الانسان نفسه لايجاد تشريع أو تصرف بديل يعني الاعتراف ضمنا بعدم قدرة الاسلام علي استيعاب الحياة و توجيهها و ملئها و قيادتها.

ان الاسلام دين الله الكامل الأخير الذي أنزله علي خير أمنائه علي خلقه، محمد صلي الله عليه وآله وسلم ليبلغه الي الناس كافة في كل زمان و مكان. و هي حقيقة لا يجادل بها أي مسلم يفهم حقيقة هذه الرسالة و تكاملها و انسجامها مع الفطرة البشرية و طبيعة الكون، و يفهم لغة القرآن و منطقه، و يؤمن برسالة محمد صلي الله عليه وآله وسلم.