بازگشت

الاسلام المحمدي العلوي


الضمانة الوحيدة للتخلص من الانحراف

ان الحصانة الوحيدة للمجتمع المسلم من الانحراف و الوقوع في الخطأ هو الاسلام نفسه، و يدرك كل طواغيت العالم أن عليهم اذا ما أرادوا السيطرة علي هذا المجتمع و فرض سلطانهم عليه و حكمه حكما طاغوتيا مستبدا، أن يجردوه من هذا الاسلام الذي سيكون بلا شك أكبر عقبة في طريقهم.

و تجريد المجتمع الاسلامي من دينه العزيز الأثير الذي تعرفوا عليه قبل مدة قصيرة - و نحن نتكلم عن مطلع الحكم الأموي - و رأوا فيه خلاصهم من كل شرور المجتمعات الجاهلية، ليست مهمة سهلة التحقيق بمجرد التمني. و لابد لها من خطة محكمة تقوم علي تنفيذها مؤسسات متخصصة تتمتع بقدر كبير من المؤهلات و الامكانات، كما أنها لا تنم بشكل مباشر مقصود و معلن، بل أن شعارها الظاهري لابد أن يكون هو الحفاظ علي الاسلام نفسه و وحدة المسلمين و جماعتهم و مصلحتهم خلف من (يبايعه) المسلمون خليفة. و ليس علي هذا، اذا ضمن ولاء الناس له و انقيادهم وراءه أن يتحفظ في سلوكه بعد ذلك الي الحد الذي كان عليه من جاءوا قبله. و ليس عليه أن يحكم بالاسلام، حتي و ان اكتسب (شرعية) حكمه من هذا الاسلام نفسه. فقد أصبحت البيعة ملزمة لا يمكن الخروج عليها تحت أية ذريعة من الذرائع أو ظرف من الظروف و انتهي الأمر بعد أن طوق الناس بها، و ما دام الخليفة يتعهد بأنه سيحكم بحكم الله و رسوله. و اذا ما خرج ما أحكام الاسلام فهذا أمر يخصه وحده و عليه جزاؤه، حتي اذا كان فاسقا (فلا يجوز خلعه لأحد بسبب ذلك من الفتنة و وقوع الهرج كما وقع زمن الحرة) [1] و اخترعوا أحاديث علي لسان ابن عمر و غيره بهذا الخصوص نسبوها الي الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم. فقد رووا أنه (لما خلع الناس يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر بنيه و أهله، ثم تشهد ثم قال: أما بعد فانا بايعنا هذا


الرجل علي بيع الله و رسوله، و اني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان، و ان من أعظم الغدر، الا أن يكون الاشراك بالله، أن يبايع رجل رجلا علي بيع الله و رسوله، ثم ينكث بيعته.

و رووا عن ابن عمر أنه روي عن لسان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من نزع يدا من طاعة فانه يأتي يوم القيامة لا حجة له، و من مات مفارق الجماعة فانه يموت ميتة جاهلية») [2] .

و رووا أحاديث مشابهة علي لسان آخرين عن ضرورة الحفاظ علي وحدة الأمة و ضرورة ضرب من يخرج علي اجماعها بالسيف كائنا من كان.


پاورقي

[1] البداية و النهاية 235 - 8.

[2] المصدر السابق 236.