بازگشت

فرعون اسمه خليفة


و لا يتاح هذا الخروج السافر لطواغيت المسلمين بأي حال من الأحوال، و تحت أيه ذريعة من الذرائع. و لما كان لابد منه، فأن طواغيت المسلمين و فراعنتهم هؤلاء، لا يعلنون رغبتهم السافرة في الخروج علي الاسلام لكنهم يعلنون أنهم (كهنته) (وسدنته) و رجاله، و أنهم الممثلون (الحقيقيون و الواقعيون) له، فهو ينبغي أن يفهم عنهم و عن (علماء الدين) المعينين من قبلهم و الذين تحيزوا - لمختلف الأسباب - الي سلطانهم و عروشهم.

انهم يمدون ظلهم علي الاسلام، و يحوطونه و يحوطون أهله، و يفسرون رسالته بما يضمن دوام سلطانهم و بقائهم علي العروش، (ينحنون) لله في الظاهر و أمام أنظار المسلمين، راكعين ساجدين، لكنهم يريدون لهذا الانحناء و الركوع و السجود من بقية المسلمين أن يكون خلفهم هم و عن طريقهم و علي طريقتهم الخاصة. انهم يقدمون (رشوة) للشعب المسلم لضمان ولائه و سكوته عن أية ممارسة غريبة أخري، فالمهم أن لا ينقطعوا عن أداء (المراسيم) العلنية المطلوبة التي (يحذرون) بها الناس


و يضمنون سكوتهم عن بقية الممارسات الأخري. و قد رأينا وصية معاوية السابقة لولده يزيد لكي يحضر الصلاة، فانه يضمن بذلك أن يعرف الناس حقه - علي حد تعبيره - و يعلمون أنه لا يخالف أوامر الله و نواهيه، لتعظم و يعظم في أعين الناس. [1] .


پاورقي

[1] البداية و النهاية - ابن کثير 233 - 8.