بازگشت

الغاء الشرعية الاسلامية لتمرير الشرعية الأموية


مهما قيل من تبريرات لالغاء النظرية الاسلامية، فانها تبدو هزيلة أمام منطق الاسلام لفرض وجوده الحي العملي المعاش، و لا يكاد أي منتسب لهذا الدين يجد مبررا لالغاء النظرية الالهية و استبدالها بنظريات و آراء شخصية مهمتها تكريس الحكم لشخص واحد أو عائلة واحدة من هذه الأمة بحجة الظروف الاستثنائية و الضرورة اللازمة كما رأينا قبل قيل من مفكر كبير مثل ابن خلدون تعتمد آراؤه و أفكاره لدي فئات عديدة من المسلمين و قد تؤخذ كأنها من المسلمات لدي البعض.

ان هذه الظروف و الضرورات مهما بلغت لا يمكن أن تبرر الغاء الشرعية الاسلامية المنزلة حيث أن من شأن ذلك نقض الأمانة التي تشكل الوجه التقبلي للخلافة، بوجه عام من قبل الانسان، لتولي هذه المسؤولية التي عهد الله سبحانه و تعالي بها اليه وفق شروط معينة حددها بشرائع و قوانين سماوية اكتملت و اتسقت و انتهت بالاسلام، لتكون خلافة الانسان علي الأرض و الناس و الطبيعة تقبل العمل بهذه الشريعة و تطبيقها كسؤولية لا كمنحة أو هبة خاصة كما يحاول قطب النظام الأول معاوية أن يردده وردده من بعده آخرون حيث نسمع أقوالا من قبيل: (هو


سلطان الله يؤتيه البر و الفاجر و قد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة و كذلك غيره من الكفار) [1] جاء ذلك في كلام لعائشة جوابا علي من قال أمامها: ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في الخلافة.؟ و قد قال معاوية لأهل الكوفة بعيد صلح الحسن (ما قاتلتكم لتصوموا و لا لتصلوا و لا لتحجوا و لا لتزكوا قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، و لكن انما قاتلتكم لأتأمر عليكم فقد أعطاني الله ذلك و أنتم كارهون) [2] فمعاوية هنا يعتبر الأمر و كأنه عطية أو هبة خاصة من الله.

و قول يزيد بعد موت معاوية: (ان معاوية كان عبدا من عبيدالله أنعم الله عليه) [3] .


پاورقي

[1] ابن ‏کثير 134 - 8.

[2] ابن ‏کثير البداية و النهاية ص 144 - 137 - 134.

[3] ابن کثير البداية و النهاية ص 144 - 137 - 134.