بازگشت

الاطراف الأربعة للاستخلاف


ان الاخلال بالصيغة الرباعية للاستخلاف - كما ذكرناها في الفصل الأول من هذا الكتاب، و كما أوضحها الشهيد الصدر في كتابه المدرسة (المدرسة القرآنية)، تشكل استبعادا لكل هذه المعادلة المساوية من الأساس، بل الغاء لوجودها، و لا بأس أن نعيد ما طرحه الشهيد بهذا الخصوص لاستكمال الفائدة و توضيح الصورة. (الاستخلاف هو العلاقة الاجتماعية من زاوية نظر القرآن الكريم، و الاستخلاف عند التحليل نجد أنه ذو أربعة أطراف، لأن الاستخلاف يفترض مستخلفا أيضا. لابد من مستخلف و مستخلف عليه و مستخلف. فهناك اضافة الي الانسان و أخيه الانسان و الطبيعة، يوجد طرف رابع في طبيعة و تكون علاقة الاستخلاف، و هو المستخلف اذ لا استخلاف بدون مستخلف. فالمستخلف هو الله سبحانه و تعالي. و المستخلف هو الانسان و أخوه الانسان، أي الانسانية ككل. الجماعة البشرية. و المستخلف عليه هو الأرض و ما عليها و من عليها. فالعلاقة الاجتماعية ضمن صيغة الاستخلاف تكون ذات أطراف أربعة، و هذه الصيغة ترتبط بوجهة نظر معينة نحو الحياة و الكون بوجهة نظر قائلة بأنه لا سيد و لا مالك و لا اله للكون و الحياة الا الله سبحانه و تعالي، و ان دور الانسان في ممارسة حياته انما هو دور الاستخلاف و الاستئمام، و أي علاقة تنشأ بين الانسان و الطبيعة فهي في جوهرها ليست علاقة مالك بمملوك و انما هي علاقة أمين علي أمانه استؤمن عليها. و أي علاقة تنشأ بين الانسان و أخيه الانسان مهما كان المركز الاجتماعي لهذا أو لذالك، فهي علاقة استخلاف و تفاعل بقدر ما يكون هذا الانسان أو ذاك موديا لواجبه، و ليست علاقة سيادة أو ألوهية أو مالكية) [1] .


پاورقي

[1] المدرسة القرآنية 129 - 128.