بازگشت

رصيد الأب من الدهاء و الحكمة لا يتمتع به الابن


فقد أدرك معاوية أنه يتمتع بقدرات استثنائية لا يتمتع بها يزيد المنصرف الي اللهو و الشراب و العبث. و مهما حاول أن يستشير ابنه الخامل البطال ليتولي قسما من مسؤوليات الدولة في حياته، فانه أدرك في النهاية أن لا فائدة من ذلك و أن عليه أن يمهد له الأمر لتتقبله الأمة كما هو، و سيكون رداء الخلافة الذي سيلبسه و المؤسسة الا خطبوطية العريقة التي سينشئها لحمايته ودعمه هي الضمانة لبقائه علي كرسي الحكم و ضمان بقاء و امتداد السلالة الأموية فيما بعد و تسلطها الي أمد غير محدود، فربما سيكون يزيد بعد تخلفه الآن أكثر ادراكا للمسؤولية عندما يتجاوز مرحلة الشباب الحافلة بالاندفاعات و النزوات.