بازگشت

تنازل الأمة عن كيانها جعلها تتقبل معاوية و أمثاله


ان عمل معاوية هذا جري بشكل علني صريح. و بعد أن كان يعلن أن الشام حصته، أصبح يري أن كل شي ء له. و قد استدرج الأمة الي ذلك، حين عمل علي سلخها من شخصيتها الاسلامية الواضحة، و أصبح الاسلام شبحا باهتا في تصورها و ذاكرتها، بعد أن نجحت مؤامرته الخبيثة لارجاعها الي الجاهلية التي لم تكن قد انزاحت بعد عن وجودها و حياتها. و تنازلت عن كيانها الاسلامي الصافي. (عملية التنازل عن الوجود، كان يمثلها معاوية بن أبي سفيان، و جذور معاوية في تاريخ الاسلام، هذا الذي عبر عنه وقتئذ بأنه أصبح هرقلية و كسروية. الهرقلية و الكسروية كان يكني بها عن تنازل الأمة عن وجودها. يعني تحولت التجربة الاسلامية من أمة تحمل رسالة الي ملك و سلطان يحمل هذه الرسالة بمستوي و عليه لهذه الرسالة، و اخلاصه لهذه الرسالة سلبا و ايجابا. هذه المؤامرة الكبيرة التي نجحت بعد هذا، و التي توجت بكل المآسي و المحن و الكوارث التي كانت و لا تزال الي يومنا هذا، هي نتيجة تنازل الأمة عن وجودها، نتيجة خداع الأمة و تحجيمها أو الضغط عليها حتي تنازلت عن وجودها في عقد لا يقبل الفسخ) [1] .


پاورقي

[1] السيد محمد باقر الصدر - أهل البيت ص 12.