بازگشت

لماذا الاختلاف بين الحكام


فلم هذا التغاير اذا بين كل الذين حكموا الأمة الاسلامية علي امتداد عهودها؟ لو كان الذين يحكمون المسلمين يحملون عقيلة واحدة و تصورا واحدا و نمطا واحدا أو متقاربا من السلوك و الشعور بالمسؤولية، يقوم علي أساس الاسلام و الاسلام وحده، و لا يشترط أو يبتعد عنه بأية حجة أو ذريعة، مثل الدهاء أو السياسة أو كسب الناس و تأليف قلوبهم أو استمالتهم أو توحيدهم أو غير ذلك؛ لرأينا نمطا اسلاميا واحدا للحكم، نمطا متطورا يمكن أن يتعايش مع كل المجتمعات علي مر الأزمان ليقودها علي طريق الاسلام، و يطور كل أساليب حياتها وفق متطلبات الظروف


و المستجدات الحياتية و ما تضخه من منجزات حضارية متعلقة بحاحة هذه المجتمعات و نموها.

كان ذلك ما يمكن أن تحققه سلسلة الأئمة الكرام من آل بيت الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، لو أنهم لم يمنعوا من حقهم الطبيعي و لم تسلب منهم تلك المكانة التي كانت تتيح لهم عرض الاسلام و نشره و اعلاء شأنه و توسيع حدوده و ترسيخه علي نفس الأسس التي أقامه عليها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.