بازگشت

السلطة في الاسلام.. وسيلة لتحقيق عدالته


لقد بدأ الامام عليه السلام في نظر الكثيرين متلهفا علي كرسي الخلافة و علي السلطة و متشوقا لهما، و قد كانت تصريحات الامام نفسه توحي لهم بهذا أيضا، غير أنهم متي ما نظروا الي الأمور من الزاوية التي ينظر منها - و التي ينبغي أن ننظر نحن منها أيضا. عندما نظر الي مدي شعوره العالي بالمسؤولية، و ضرورة اضطلاعه بها و تنفيذ مهماته المعهود بها اليه و بالشكل الذي حدده الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم، و وفق عقليته و تصوره هو عليه السلام، هذه العقلية و هذا التصور الذي يستوعب الاسلام بشكل واضح و استثنائي


ملفت للنظر، أدركوا أن حرصه علي المقام الذي أهل و أعد له منذ البداية، منذ أن احتضنه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و رباه، و منذ أن انضم الي الاسلام قبيل بلوغه العاشرة من عمره، و منذ أن نشأ و هو في أحضان الاسلام، و لا يري أبدا و لا يتصرف الا علي أساسه، ناشي ء عن شعوره الأكيد بمسؤولية القيادة التي عليه أن يكملها بعد انتهاء دور رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و وفاته و بعد أن امتلك التصور الأقرب و الفهم الأقرب لتصور و فهم الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وسلم. و كانت كل الدلائل و الوقائع تشير الي امتلاك ذلك الذهن و التصور عن رسالة الاسلام العظيمة.

ان هذه المسألة، مسألة الخلافة، لو بحثت بشكل موضوعي حقا، لا شأن للنزعات أو المشاعر الشخصية به، و نظر اليها لا علي أنها مسألة فترة زمنية لمدة عشر أو عشرين سنة فحسب يجلس فيها هذا الخليفة أو ذاك علي كرسي الحكم و يحكم وفق أدائه و هواه و تصوراته و فهمه عن الاسلام. وليكن بعد ذلك الطوفان، لرأينا أننا نستطيع أن نتوصل الي رأي حاسم موحد بشأنها.

ما فائدة أن يجلس علي كرسي الخلافة شخص له تصور و فهم و سلوك و مزاج خاص، ثم يأتي بعده شخص آخر، يحمل تصورا و فهما و سلوكا و مزاجا مغايرا، ثم يأتي بعدهما ثالث لا يماثلهما، و هكذا.؟.

أليست هناك صيغة موحدة للحكم و العمل؟.

أليس هناك تصور موحد؟.

ألا يوجد تشريع واحد؟.