بازگشت

لماذا العد التنازلي


فلم يكن من جاء بعد الرسول صلي الله عليه وآله وسلم يحكم بنفس الأداء الرسالي الأول، و لم يكن عثمان حتي - كسلفيه -، و لم يكن معاوية مثل أسلافه و لا يزيد كمعاوية، غير أننا نتساءل: هل أن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم قد خطط للدولة الاسلامية و هي نموذج كامل معد و مسدد بالارادة الالهية و الوحي لكي تقوم في عهده فقط ثم تضمحل تدريجيا، و لا يظلل منها الا اسمها فقط بعد عدد من الحكام يأتون من بعده بشكل اعتباطي خاضع للظروف و الأحداث و النزعات الشخصية؟ أم أنه خطط لهذه الدولة لكي تنمو و تتطور بعده و تتزود بالخبرات التي من شأنها أن تجعل منها الدولة العالمية الوحيدة الموهلة لكي تسود و تحكم الي ما لا نهاية ما دام الاسلام هو خاتم الديانات و محمد صلي الله عليه وآله وسلم هو خاتم الرسل.؟.

و اذا فلا بدلنا من التفكير الجدي بهذه المسألة. لماذا بدأ العد التنازلي لضمور هذه الدولة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم؟ و هو كان السبب في ذلك يكمن في قصور هذا الدين و عدم اكتمال الرسالة؟ أو أنه يعود الي مسألة المركز الأول - و هو مركز الخليفة - في هذه الدولة الاسلامية - منذ البداية.


لو أن أثير حوله الخلاف - لمختلف الأسباب والدوافع - و هو أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، و قد أتي بعد وفاة ثلاثة من قبله - قد تبوأ منصبه الذي أهل و أعد له منذ البداية. هل كانت الأمور ستستمر في هذا الهبوط الي ذلك الحد القاتل الذي وصلت اليه في بداية الدولة الأموية و ما بعدها؟.

لو لم يأت في أعقاب الانحراف و الفتن و الخروج السافر المتعمد عن التشريعات و المبادي ء الاسلامية و في أعقاب حكم آيل للسقوط، أما كانت و تائر عمل الدولة الاسلامية ستظل كما هي و ستتصاعد و تتحسن من ناحية الأداء و بعض المظاهر الشكلية و الاجرائية.

لقد أريد للقيادة المؤهلة أن تستكمل عرض الاسلام بسطه علي ساحة الحياة و ابرازه بشكل واضح انطلاقا من شعورها العالي بالمسؤولية و تصورها و فهمها الاسلامي الصحيح في الحكم و العطاء و كل الدقائق و التفصيلات الأخري.