بازگشت

ليس نقاتل الا عن عرض دنيا


و يبدوا أن الناس قد علموا طبيعة هؤلاء المتخلفين الذين لا يتعاملون الا بالقسوة و الرشوة يعطون المال من يشاؤون و يمنعونه عمن يشاؤون. و قد أصبح التعامل معهم علنيا يتم علي هذا الأساس؛ فقد اشترط حسان بن مالك، و كان رئيس قحطان، و سيدها بالشام علي مروان ما كان لهم من الشروط علي معاوية و ابنه يزيد و ابنه معاوية بن يزيد منها: (أن يفرض لهم لألفي رجل ألفين ألفين، و ان مات قام أبنه أو ابن عمه مكانه، و علي أن يكون لهم الأمر و النهي و صدر المجلس و كل ما كان من حل و عقد فعن رأي منهم و مشورة، فرضي مروان بذلك فانقاد اليه. و قال له مالك بن هبيرة


اليشكري: انه ليست لك في أعناقنا بيعة، و ليس نقاتل الا عن عرض دنيا، فان تكن لنا علي ما كان لنا معاوية و يزيد نصرناك، و ان تكن الأخري، فوالله ما قريش عندنا الا سواء، فأجابه مروان الي ما سأل) [1] .

هكذا قالوا له صراحة: ليس نقاتل الا عن عرض دنيا، و ان كنت لنا كما كان معاوية و يزيد نصرناك، واعط كل واحد منا ألفين، و نحن أهل الحل و العقد... أما علي أي أساس يمنح الامتيازات لمن يتعاملون معه بهذه الصراحة و يقولون له: ليس نقاتل الا عن عرض دنيا، لا دفاعا عن الاسلام أو المبادي ء، و كيف يبرر جلوسه خليفة لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، و كيف يبرر الشرعية التي يريد أن يزين بها عرشه، فهذا يبدو أنه أمر لا يهتم به مروان كما لم يهتم به معاوية أو يزيد من قبل، فالشرعية - بعد مرور هذا الزمن و وصول المجتمع الاسلامي الي هذه الحال من الحذر و الكسل و اللامبالاة - لم تعد أمرا ذا بال.

و لله در الشاعر الظريف، أخ مروان نفسه عبدالرحمن بن الحكم، عندما قال في أخيه (خيط باطل) كما كان يدعي


پاورقي

[1] المصدر السابق - 104.