بازگشت

تعاون علي الشر و العدوان


و نتساءل: هل ان ما كان يفعله زياد يجري دون علم معاوية؟ و هل أنه لم يلزم الناس بسب علي كما فعل زياد؟

أسئلة نجد أن أجوبتها واضحة لا لبس فيها، كان معاوية هو الموجه الأول و القائد لعمليات العسف و الجور كلها، فهل كانت هذه دولة اسلامية تقوم علي نفس الأسس التي قامت عليها الدولة الاسلامية الأولي في عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أو الدولة


التي قامت في عهد أميرالمؤمنين عليه السلام أو علي أقل التقديرات علي نمط الدولة التي قامت بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في عهد عمرو و أبي بكر.

ان الارهاب هو السمة التي أراد معاوية أن تبدو بها هذه الدولة، رغم محاولاته التظاهر بالحلم و اللين، و زياد هو خير من يعرض في هذا المجال [1] .


پاورقي

[1] کما أن زيادا کان أول من حاول اضافة فخامة خاصة علي (السلطان) و أراد بذلک اضافة عنصر جديد من الخوف أو الحاجب النفسي السلبي الذي لا يتسم بالاحترام المتبادل بين الراعي و الرعية، و انما تتحکم منه عناصر جديدة قديمة من التعامل الفرعوني الذي يجعل لفرعون قيمة خاصة استثنائية و يؤطره باطار خاص لا ينبغي لأحد من البشر أن ينفذ منه أو يفکر باختراقه. و قد بلغ من حرص زياد علي ذلک أنه أقام قاعدة جديدة و هي ألا يسلم علي قادم بين يدي السطان فقد روي أن عبدالله بن عباس قدم علي معاوية و عنده زياد فرحب به معاوية و ألطفه و قرب مجلسه و لم يکلمه زياد شيئا فابتدأه ابن‏عباس و قال: کأنک أردت أن تحدث بيننا و بينک هجرا؟ قال: لا ولکنه لا يسلم علي قادم بين يدي أميرالمؤمنين!) العقد الفريد 17 / 1 و قد أيد معاوية تصرف زياد.