بازگشت

اهل المدينة استعانوا عليه بالله و رسوله


شديد فظ غليظ طبقت شهرته الآفاق بما فعل و نال من أهل البصرة و الكوفة و كأنه كان يفخر بذلك، و يعتز بهذه الشهادة و هذا الوصف الدقيق من (أخيه) المحب الغيور. لقد وزعا المهمات توزيعا عادلا و دقيقا. و ان علي الذين يروق لهم التمرد علي سلطة الدولة أن يتوقعوه سيفا مصلتا علي رؤوسهم عندما يوليه معاوية عليهم حاكما مستبدا مطلقا، فالدولة لابد لها من الشدة. كتب زياد الي معاوية (انه ضبط العراق بيمينه و شماله فارغة، فجمع له الحجاز مع العراقين، و اتصلت ولايته بأهل المدينة، فاجتمع الصغير و الكبير بمسجد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و ضجوا الي الله و لا ذوا بقبر


النبي صلي الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام لعلمهم بما هو عليه من الظلم و العسف، فخرجت في كفه بثرة ثم حكها، ثم سرت واسودت فصارت أكلة سوداء فهلك بذلك) [1] و كان ذلك عام ثلاث و خمسين، قبل هلاك معاوية بثمان سنين.

فهو اذا سفاح مشهور [2] ، كان اسمه يلقي الرعب في قلوب الناس، و حسبنا مثالا لذلك، خوف أهل المدينة الشديد عنه عندما سمعوا أنهم سيكونون تحت حكمه، و لم يمنع خوفهم معرفتهم (بخليفتهم الحليم)، اذ ربما يأخذ علي يديه و يمنعه من العسف و الجور، و كيف لا يخافون و هو قد رصده لذلك. و لن يردعه حتما اذا ما أبدي شدته المعروفة تجاههم، و أدركوا أنه مثل في الجور و العسف، أليس هو قاتل حجر بن عدي و عمرو بن الحمق و ميثم التمار و شريك بن شداد و جماعته الذين كانوا مع حجر و أضرابهم و هو صاحب الحملات الارهابية علي أطراف الدولة الاسلامية، و أنه كان يلبس قفازا فولاذيا مغلفا بالحرير.

لقد بلغت درجة عسف زياد أنه (جمع الناس بالكوفة بباب مقره يحرضهم علي لعن علي، فمن أبي ذلك عرضه علي السيف) [3] .

لقد أراد علي عليه السلام انقاذه من الهلاك، و كان جزاؤه أن راح هذا الهالك يحرض الناس علي سبه و يهددهم و يعرضهم علي السيف.


پاورقي

[1] مروج الذهب 32.

[2] مع أنه لم يتبع أسلوب الارهاب وحده و حسب، بل کان يلجأ الي أسلوب الرشوة کما يلجأ سيده معاوية فقد (کنت خمسمائة من مشيخته أهل البصرة في صحابته، فرزقهم ما بين الثلثمائة الي الخمسمائة) الطبري 199 - 3.

[3] مروج الذهب 32.