بازگشت

قانون أموي لآخذن الولي بالولي...


و كان زياد عند حسن ظن (أخيه)، و كان عليه أن يثبت كفاءته و حزمه و حسن ادارته للأمور منذ اللحظة الأولي. لذلك فانه ما كاد يصل البصرة و يجتمع بالناس في أول لقاء عام له في مسجدها أعلن بصريح العبارة (... و اني لأقسم بالله لآخذن الولي بالولي و المقيم بالظاعن و المقبل بالمدبر و الصحيح منكم بالسقيم حتي يلقي الرجل منكم أخاه فيقول: انج سعد فقد هلك سعيد أو تستقيم لي قناتكم) [1] و مع أنه حاول بذلك - كما روي لنا - ضبط البصرة و تنقيتها من اللصوص و أشباههم. الا أنه حاول بتهديداته تحويل الناس اتباعا و عبيدا لمعاوية، و قد قرن تهديداته بممارسات عنيفة ذكر لنا المورخون بعضها، و حول الدولة الي مؤسسة أموية خاصة، و المسجد الي ثكنة عسكرية، لا يشعر فيها أحد بالأمان، و هو يواجه ربه، الا بالقدر الذي يكون فيه آمنا عندما يكون والي (الخليفة) راضيا عنه، و كانت الاجراءات المظهرية الدالة علي ذلك هي اللجوء الي اتخاذ حرس خاص من الشرطة يشكلون وجها لقوي القمع


التي يستعين بها في هذا المجال، فقد كان (زياد أول من سير بين يديه الحراب و العمد، و اتخذ الحرس مرابطة خمسمائة لا يفارقون المسجد) [2] .

و ربما يكون لهذا الأمر، و مظاهر الفخامة و السيادة التي لجأ اليها زياد أسبابها النفسية المتعلقة بولادته المشبوهة، و هو أمر لابد أن يفكر به المستغلون بعلم النفس و الدراسات الانسانية، عند استعراض أمر زياد، و ربما أراد أن يؤكد خصوصيته و قربه من معاوية (كأخ) لم يتمتع بحقوق الاخوة منذ زمن طويل، و ها هو الآن في دائرة السلطة، معلنا عن مظاهر، ربما كان معاوية نفسه لم يلجأ اليها الي ذلك الحد الذي لجأ اليه زياد.


پاورقي

[1] ابن الأثير 305 - 3.

[2] المصدر السابق 307 - 3 و الطبري 199 - 3. و الطبري 197 / 3.